وعلى هذه اللغة قراءة من قرأ: {ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} [1] بفتح الواو؛ /و/[2] قال الشَّاعر[3]: [الطويل]
أخو بَيَضات رائح مُتَأوِّب ... رفيقٌ بمسح المنكبين سبوح4
وإنما كانت ساكنةً إذا كانت مضاعفة لئلا يجمتع حرفان متحرِّكان من جنس واحد، وذلك مستثقل، ألا ترى أنك لو قلت في جمع: "سَلَّة: سلَلَات، وملَّة: مللات"؛ لكان ذلك مستثقلاً؟
[علة جمع فُعْلَة على فُعَْلات]
فإن قيل: فَلِمَ جاز في جمع "فُعْلة" بضم الفاء وسكون العين، ضَمّ العين، وفتحها، وسكونها؛ نحو: "ظُلْمة: وظُلُمَات، وظُلَمَات، وظُلْمَات"؟ قيل: أما الضمُ فللإتباع؛ وأما الفتح ففرارًا[5] من اجتماع ضمتين؛ وأما السكون فللتَّخفيف؛ كقولهم في "عَضُد: عَضْد.
[عِلَّة جمع فِعْلة على فِعَِْلات]
فإن قيل: فَلِمَ جاز في جمع "فِعْلة" بكسر الفاء، وسكون العين، كسرُ العين، وفتحها، وسكونها؛ نحو: "سِدرة: وسِدِرَات وسِدَرَات وسِدْرَات"؟ قيل: أمَّا الكسر فللإتباع؛ وأما الفتح ففرارًا[6] من اجتماع الكسرتين؛ وأما السكون فللتَّخفيف؛ كقولهم في: "كَتِف: كَتْف" كما بينا في جمع "فَعْله"، والألف والتاء، في /جميع/[7] ذلك كلِّه للقلة عند بعض النحويين، ويحتجون [1] س: 24 "النور، ن: 58، مد". [2] سقطت من "ط". [3] لم يُنسب إلى قائل مُعين.
4 المفردات الغريبة: بيضَات: جمع بيضة، والبيضة واحدة سواء أكانت بيضة الطير أم بيضة الحديد؛ ولا تحرَّك ياؤها في الجمع إلا في ضرورة الشّعر.
متأوِّب: راجع؛ ومثلها: الآيب.
السّبوح من الخيل: ما يسبح بيديه في جريه، كناية عن سرعته.
موطن الشَّاهد: "بَيَضات".
وجه الاستشهاد: جمع الشَّاعر "بيضة" على "بَيَضات" على وزن "فَعَلات" والقياس أن يجمعها على "بَيْضات" بتسكين الياء؛ للضرورة الشعرية؛ وذكر بعضهم أنَّ فتحها على لغة هُذيل التي تفتح العين في جمع "فَعْلَة" صحيحًا كان، أو معتلًّا. [5] في "ط" فرارًا. [6] في "ط" فرارًا. [7] زيادة في "ط".