responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : السمهودي    الجزء : 1  صفحة : 183
الأوس، فبينما هم في ذلك إذ صرخ الشيطان يقول: يا أهل الجباجب، وهي المنازل، هل لكم في الصبأة [1] قد اجتمعوا على حربكم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذا أزب العقبة لأفرغن لك أي عدو الله، ارجعوا إلى رحالكم، نصركم الله، فقال له العباس بن عبادة بن نضلة:
والذي بعثك بالحق نبيا لئن شئت لنميلن بأسيافنا غدا علي مني، فقال له: لم أومر بذلك، ثم ذكر قصة كلام قريش في ذلك وحلف مشركي قومهم لهم عن ذلك، قال: ثم إنهم قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتخرج معنا؟ قال: ما أمرت به.
قال رزين: وقد قيل إنه وقع بين قريش والأنصار كلام في سبب خروج النبي صلّى الله عليه وسلّم معهم، ثم ألقي الرعب في قلوب قريش فقالوا: ليس يخرج معكم إلا في بعض أشهر السنة، ولا يتحدث العرب بأنكم غلبتمونا، فقالت الأنصار: الأمر في ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن سامعون لأمره، فأنزل الله على رسوله وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ [الأنفال: 62] أي: إن كان كفار قريش يريدون المكر بك فسيمكر الله بهم، فانصرفت الأنصار إلى المدينة.
وقيل: إن قريشا بدا لهم فخرجوا في آثارهم، فأدركوا منهم رجلين كانا تخلفا في أمر، فردوهما إلى مكة: المنذر، وعباس بن عبادة، فأدركهما جبير بن مطعم والحارث بن أمية، فخلصاهما ولحقا أصحابهما.
قلت: والذي ذكره غيره أن الرجلين هما المنذر وسعد بن عبادة، فأما المنذر فأعجز القوم ونجا، وأما سعد فأخذوه فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجمته، وكان ذا شعر كثير، ثم خلصه منهم جبير بن مطعم والحارث بن أمية؛ لأنه كان يجير لهما تجارهما ويمنعهم أن يظلموا ببلده.

إسلام عمرو بن الجموح
وذكر رزين عقب ما تقدم عنه إسلام عمرو بن الجموح كما ذكره أهل السير عقب ذلك أيضا، وكان عمرو شيخا كيرا من سادات بني سلمة، وشهد معاذ ابنه العقبة، وكان لعمرو في داره صنم من خشب يعبده يدعى مناة، فكان معاذ ابنه ومعاذ بن جبل وفتيان بني سلمة يدلجون بالليل على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه، فإذا أصبح قال عمرو: من عدا على إلهنا هذه الليلة؟ ثم يغدو يلتمسه، حتى إذ وجده غسله وطيبه ثم يقول: والله لو أعلم من فعل هذا بك لأخزيته، فتكرر ذلك، فطهره يوما وطيبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال: إني والله لا أعلم من يصنع بك

[1] الصبأة: الخارجون عن دينهم. مفردها: صابئ.
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : السمهودي    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست