اسم الکتاب : نفاضة الجراب في علالة الاغتراب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب الجزء : 1 صفحة : 25
وما كنتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَهُ ... ولكنّ مَنْ يُبصِر جُفُنَكَ يَعْشَقِ
ومن أمثالهم: من استغضب فلم يغضب فهو حمار. والله يقول: ومن أصدقُ من الله قيلا، وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها، والعفو أقربُ للتقوى، والقرب والبعد بيده سبحانه.
وصدرت هذه الكلمة لحين تعرف إجلائهم في الجَفَن إلى الإسكندرية وبعد ذلك صح هلاكهم:
كُنْ من صروفِ الردى على حَذَرٍ ... لا يقبل الدهرُ عُذْرَ معتَذِرِ
ولا تُعَوِّل فيهِ على دعَةٍ ... فأنت في قُلْعَةٍ وفي سَفَرِ
فكلُّ رِيِّ يُفْضي إلى ظمأٍ ... وكلُّ أمرٍ يدعو إلى غَرَرِ
وكلُّ حيٍ فالموتُ غايتُهُ ... وكلُّ نفعٍ يُدني إلى ضرَرِ
كم شامخِ الأنفِ يَنثَني فَرَحاً ... بالَ عليه زمانُهُ وَخَري
قُل للوزيرِ البليدِ قد رَكَضَتْ ... في رَبْعِكَ اليوم غارةُ الغِيَرِ
يا ابنَ أبي الفتح نسبةً عُكِسَتْ ... فلا بفَتْحِ أتَتْ ولا ظَفَرِ
وزارة لم يَجِدْ مُقَلَّدُها ... عن شُؤمِها في الوجود من وَزَرِ
في طالعِ النَحْسِ حُزْتَ رُتبتَها ... وكلُّ شيءٍ في قبضَةِ القَدَرِ
أي اختبارٍ لم يألُ نصبتَه ... في جسدٍ للنحوس أو نظر
باتَ لهُ المُشتَري على غَبَنٍ ... وأحدَقَتْ فيهِ قُرْصَةُ القمرِ
يا طَللاً ما عليه مِنْ عَمَل ... يا شجراً ما لديهِ مِن ثَمَرِ
يا مُفرِطَ الجهلِ والغباوةِ لا ... يُحْسَبُ إلا من جُمْلَةِ البَقَرِ
يا دائِمَ الحِقْدِ والفظاظَةِ لا ... يَفْرِقُ ما بينَ ظالِمٍ وبَرِي
يا كمد اللون ينطفي كمداً ... من حسدٍ يستطير بالشَّرَرِ
يا عِدْلَ سَرْجٍ يادن مقتعد ... ملآن من ريبة ومن قذر
يا واصلاً للجَشاء ناشيةَ ال ... ليل ورَبَّ الضُّراط في السحر
من غير لب ولا مراقبة ... لله في مورد ولا صَدَرِ
يا خاملاً جاهُه الفُروج يرى ... صهر أولي الجاه فخر مفتَخِرِ
كانوا نَبيطاً في الأصل أو حَبَشاً ... ما عنده عبرة بمعتبر
يا ناقص الدين والمروءة وال ... عقل ومُجْري اللسان بالهَذَرِ
يا ولد السحق غير مُكْتَتَمٍ ... حديثه وابن فاسد الدُّبُر
يا بغل طاحونة يدور بها ... مجتهد السَّيرِ مغمض البصر
في أشْهُرٍ عشرةٍ طَحَنْتَهُم ... فيا رَحَى الشؤم والبوار دُرِي
والله ما كنتَ يا مشوم ولا ... أنت سوى عُرةٍ من العُرَرِ
ومَنْ أبو الفتح في الكلاب؟ وهل ... لجاهل في الأنام من خطر؟
قد ستر الدهر منك عورته ... وكان لليوم غير مُستتر
حانوت بَزٍّ يمشي على فرس ... وثور عُرسٍ يختال في حِبَر
لا مِنَّةٌ تُقْتَنَى لِمُعْتَرِكٍ ... ولا لسانٌ يبينُ عن خَبَرِ
ولا يدٌ تنتمي إلى كَرَمٍ ... ولا صفاءٌ يُريحُ مِن كَدَرِ
عهدي بذاكَ الجبينِ قد مُلِئَتْ ... غضونُهُ الغُبْرُ بالدم الهدر
ععدي بذاك القفا الغليظِ وقد ... مُدَّ لوقع المُهنَّدِ الذَّكَرِ
أهْدَتْكَ للبحرِ كَفُّ مُنْتَقِمٍ ... ألقَتْكَ للحوت كفُّ مُقْتَدِرِ
يا يُتْمَ أولادِكَ الصِغارِ ويا ... حَيْرَتَهُمْ بعد ذاكَ في الكِبرِ
يا ثُكْلَ تلكَ الصَّمَّاءِ أمِّهمُ ... وظاعن الموت غير مُنْتَظِرِ
والله لا نال من تخلفه ... من أمَلٍ بعدها ولا وَطَرِ
والله يا مسحقان لا انتقلت ... رجْلُكَ منها إلا إلى سَقَر
ألحقك الله بالهوان ولا ... رعاكَ فيمن تركت من عُرَرِ
ما عوقب الليل بالصباح وما ... تقدم البرق عارض المطر
اسم الکتاب : نفاضة الجراب في علالة الاغتراب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب الجزء : 1 صفحة : 25