responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 50
وَالِاحْتِمَال وروى موفق الدّين احْمَد ابْن أبي اصيبعة فِي تَارِيخه عُيُون الأنباء فِي طَبَقَات الْأَطِبَّاء فِي تَرْجَمَة موفق الدّين عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ عَنهُ انه قَالَ
تَوَجَّهت إِلَى زِيَادَة الْقُدس ثمَّ إِلَى صَلَاح الدّين بِظَاهِر عكا فاجتمعت ببهاء الدّين ابْن شَدَّاد قَاضِي الْعَسْكَر يَوْمئِذٍ وَكَانَ قد اتَّصل بِهِ شهرتي بالموصل فانبسط أَلِي وَاقْبَلْ عَليّ وَقَالَ نَجْتَمِع بعماد الدّين الْكَاتِب فقمنا إِلَيْهِ وخيمته إِلَى خيمة بهاء الدّين فَوَجَدته يكْتب كتابا إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز بقلم الثُّلُث من غير مسودة وَقَالَ هَذَا كتاب إِلَى بلدكم وذاكراني فِي مسَائِل من علم الْكَلَام وَقَالَ قومُوا إِلَى القَاضِي الْفَاضِل فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَرَأَيْت شَيخا ضئيلا كُله رَأس وقلب وَهُوَ يكْتب ويملي على اثْنَيْنِ وَوَجهه وشفتاه تلعب أَنْوَاع الحركات لقُوَّة حرصه فِي إِخْرَاج الْكَلَام وَكَأَنَّهُ يكْتب بجملة أَعْضَائِهِ وسألني القَاضِي الْفَاضِل عَن قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {حَتَّى إِذا جاؤوها وَفتحت أَبْوَابهَا وَقَالَ لَهُم خزنتها} 39 / 71 آيَة أَيْن جَوَاب إِذا وَأَيْنَ جَوَاب لَو فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال} 13 / 21 آيَة وَعَن مسَائِل كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا فَلَا يقطع الْكِتَابَة والإملاء وَقَالَ لي ترجع إِلَى دمشق وتجرى عَلَيْك الجرايات فَقلت أُرِيد مصر فَقَالَ السُّلْطَان مَشْغُول الْقلب بِأخذ الفرنج عكا وَقتل الْمُسلمين بهَا فَقلت لابد لي من مصر فَكتب لي ورقة صَغِيرَة إِلَى وَكيله بهَا فَلَمَّا دخلت الْقَاهِرَة جَاءَنِي وَكيله وَهُوَ ابْن سناء الْملك وَكَانَ شَيخا جليل الْقدر نَافِذ الْكَلِمَة فأنزلني دَارا قد أزيحت عللها وَجَاءَنِي بِدَنَانِير وغلة ثمَّ مضى إِلَى أَرْبَاب الدولة وَقَالَ هَذَا ضيف القَاضِي الْفَاضِل فوردت الْهَدَايَا والصلات من كل جَانب وَكَانَ كل عشرَة أَيَّام أَو نَحْوهَا تصل تذكرة القَاضِي الْفَاضِل إِلَى ديوَان مصر بمهمات الدولة وفيهَا فصل يُؤَكد الْوَصِيَّة فِي حَقي انْتهى
وَقَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ أَيْضا كَانَ للْقَاضِي الْفَاضِل غرام فِي الْكِتَابَة وَتَحْصِيل الْكتب وَكَانَ لَهُ العفاف وَالدّين والتقى مواظبا على أوراده وَلما ملك أَسد الدّين شيركوه احْتَاجَ إِلَى كَاتب فأعجبه سمته وتصوره فَلَمَّا ملك صَلَاح الدّين استخلصه لنَفسِهِ وَحسن اعْتِقَاده فِيهِ وَكَانَ قَلِيل اللَّذَّات كثير الْحَسَنَات دَائِم التَّهَجُّد مشتغلا بالآداب قَلِيل النَّحْو لَكِن لَهُ دربة قَوِيَّة فِيهِ توجب قلَّة اللّحن وَكتب فِي الْإِنْشَاء مَا لم يَكْتُبهُ أحد وَكَانَ متقللا فِي مطعمه ومنكحه وملبسه يلبس الْبيَاض وَلَا يبلغ جَمِيع مَا عَلَيْهِ من الثِّيَاب دينارين ويركب مَعَه غُلَام وركابي وَلَا يُمكن

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست