responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 400
الشرفان

ان الأقدمين شبهوا دمشق فِي حسن وَضعهَا بالباز فَجعلُوا الهامة هامته وأختاروا موضعا سموهُ صدر الباز وشبهوا سفح قاسيون بالجناح الْأَيْسَر وخصوا قِطْعَة مِنْهُ باسم الشّرف الْأَعْلَى وَهِي من سوق ساروجا حَتَّى صدر الباز وشبهوا الْقسم الثَّانِي وَهُوَ من سراي العسكرية فَمَا فَوْقه الى الغرب بالجناح الْأَيْمن وخصوه باسم الشّرف الشمالي وشبهوا الْبَلَد ببطنه وَمِمَّا يَليهَا الى الشرق بالذنب وَبِذَلِك علم موقع كل وَاحِد من الشرفين وَكَانَ بِكُل من هذَيْن الشرفين عدَّة من الْمدَارِس والمساجد وَلكُل مِنْهَا مَا يَكْفِيهِ من الاوقاف الَّتِي استولت عيله أَيدي المتشبهين بالفقهاء فأظهروا فِيهَا أَنْوَاع الْمَفَاسِد ثمَّ تصرفوا فِيهَا بِمُقْتَضى أهوائهم وكل من الشرفين يطلّ على الشقراء وَالْقصر الأبلق كَانَ الَّذِي فِي الْمَاضِي من الزَّمن وبنيت التكية السليمانية والسليمية مَوْضِعه وعَلى المرجة ذَات الْعُيُون والغدران وَقد أَكثر الشُّعَرَاء فِي وصف هاتيك الرياض فَقَالَ النواجي
(أَلا ان وَادي الشَّام أصبح جنَّة ... محاسنه مَا بَين أهل النهى تتلى)
(وان شرفت بالنيل مصر فَلم تزل ... دمشق لَهَا بالغوطة الشّرف الْأَعْلَى)
وَقَالَ عَليّ بن شرف الدّين المارديني فِي غُلَام اسْمه عَليّ من الشّرف الاعلى
(حبي عَليّ وَلَكِن وَجهه حسن ... وَفعله المرتضى يحلو بِهِ الشغف)
(بدر من الشّرف الْأَعْلَى لَهُ نسب ... وَهل لغير عَليّ ينْسب الشّرف)
وَقَالَ ابْن الشَّهِيد
(لم يحك جلق فِي المحاسن بَلْدَة ... قَول صَحِيح مَا بِهِ بهتان)
(وَلَئِن غَدَوْت مسابقا فِي غَيرهَا ... هَا بَيْننَا الشقراء والميدان)
وَمن تَحْرِير القيراطي
(سربي الى الشقراء من جلق ... واثن الى الخضراء مِنْك الْعَنَان)
(فِيهَا جنان لَو رأى حسنها ... أَبُو نواس للها عَن جنان)
(وَانْزِلْ بواديها الَّذِي نشره ... مسك وحصبا النَّهر مِنْهُ جمان)

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست