responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 359
فَدخل عَلَيْهِ الْمُغيرَة بن الْوَلِيد فَقَالَ مَا غمك فَلم يُخبرهُ فألح عَلَيْهِ فَذكر لَهُ أَن النَّصَارَى أَبُو عَن بذل الْكَنِيسَة فَقَالَ لَهُ الْمُغيرَة لاتهتم أَن خَالِد بن الْوَلِيد قد دخل من الْبَاب الشَّرْقِي بِالسَّيْفِ وَدخل أَبُو عُبَيْدَة من بَاب الْجَابِيَة بالأمان فَنحْن نماسحهم الى الْموضع الَّذِي وصل اليه السَّيْف فَمَا كَانَ لنا بِهِ حق أخذناه والا دَار يناهم فأخذنا الْكَنِيسَة بِالرِّضَا فَقَالَ لَهُ فرجت عني فتول هَذَا الْأَمر قَالَ فتولاه فبلغت المساحة الى سوق الريحان حَتَّى حَاذَى القنطرة الْكَبِيرَة أَرْبَعَة اذرع بالذراع الْهَاشِمِي وأذا بباقي الْكَنِيسَة قد دخل بِالْمَسْجِدِ فَبعث اليهم وَقَالَ هذاحق قد جعله الله لنا فَقَالُوا قد أقطعتنا كنائس وبذلت لنا من المَال كَذَا وَكَذَا فان رَأَيْت أَن تتفضل علينا فعلت فَامْتنعَ عَلَيْهِم أَولا ثمَّ أَعْطَاهُم أَربع كنائس وَقَالَ النعيمي وَقد بنى الْوَلِيد جَمِيع مَا كَانَ دَاخل حيطان الْمَسْجِد وَزَاد فِي سمكها ثمَّ انه توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يتم الْبناء فاتمه من بعد أَخُوهُ سُلَيْمَان وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وعملت لَهُ الْمَقْصُورَة حِين أستخلف وَبنى الْفضل بن صَالح الْعَبْسِي الْقبَّة الغربية وَكَانَت تسمى قبَّة المَال
وروى ابْن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ الى زيد بن وَاقد قَالَ وكلني الْوَلِيد على الْعمَّال فِي بِنَاء جَامع دمشق فَبَيْنَمَا نَحن فِي الْعَمَل أذا وجدنَا مغارة فَعرفنَا الْوَلِيد ذَلِك فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل وافى وَبَين يَدَيْهِ الشموع فَنزل فاذا هِيَ كَنِيسَة لَطِيفَة ثَلَاثَة أَذْرع فِي ثَلَاثَة أَذْرع واذا فِيهَا صندوق فَفتح فاذا فِيهِ سفط وَفِي السفط رَأس يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَام قَالَ فَرد الى مَكَانَهُ بِأَمْر الْوَلِيد وَقَالَ أجعلوا العمود الَّذِي فَوْقه مغيرا عَن بَقِيَّة الاعمدة فَجعل عَلَيْهِ عَمُود مسفط الرَّأْس قَالَ زيد قد رَأَيْت الرَّأْس الشريف حِين أَرَادوا بِنَاء الْجَامِع وَقد أخرج من تَحت ركن من أَرْكَان الْقبَّة وشعره وبشرته لم يتغيرا وَيُقَال ان الرَّأْس الشريف نقل من دمشق الى بعلبك وَمِنْهَا الى حمص فَحلبَ فَجعل فِي قلعتها فِي جرن من الرخام ثمَّ نقل مِنْهَا الى الْجَامِع لما أستولى التتار عَلَيْهَا كَذَا قيل وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْأَمر وَقد أَطَالَ أبن عَسَاكِر وَأورد أقوالا متناقضة تَارَة تثبت شَيْئا وَتارَة تنفيه كَمَا هِيَ عَادَته فِي نقل كل مَا يسمعهُ ويتصل بِهِ من غير تمحيص وَلما بنى وليد هَذَا الْجَامِع جعله اعجوبة فِي النقش والزينة وصفح جدرانه بالرخام العجيب والفسيفساء وصور الْأَشْجَار حَتَّى اندهش بِهِ النَّاظر وبناه بالقناطر المعقودة اقواسها بَعْضهَا الى بعض وَأقَام الرصاص فَوْقه مَكَان الطين وَلِلنَّاسِ تفنن فِي الأرصاد

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست