responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 291
حلب وأساء الْعشْرَة فِي حق آل نور الدّين ثمَّ رد وتسلم حمص ثمَّ عطف الى بعلبك وتسلمها
وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه ملك صَلَاح الدّين الْبِلَاد ودانت لَهُ الْعباد وَأكْثر من الْغَزْو وَكسر الإفرنج مَرَّات وَكَانَ شَدِيد الهيبة محببا الى الْأمة عالي الهمة انْتهى وَأعظم مَا ابتهجت بِهِ الْأمة من فتوحاته فتح بَيت الْمُقَدّس بعد أَن مكث بيد الإفرنج نيفا وَتِسْعين سنة وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي تَارِيخ الْإِسْلَام كَانَ شجاعا سَمحا جوادا مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله يجود بِالْمَالِ قبل الْوُصُول إِلَيْهِ وَكَانَ مغرما بِالْإِنْفَاقِ فِي سَبِيل الله وَكَانَ لَا يلبس إِلَّا مَا يحل لَهُ لبسه وَمن جالسه لَا يعلم انه جليس سُلْطَان وَكَانَ شَدِيد الرَّغْبَة فِي سَماع الحَدِيث مَا شتم أحدا قطّ وَلَا كتب بِيَدِهِ مَا فِيهِ أَذَى مُسلم فتح الديار المصرية والحجاز وَمَكَّة وَالْمَدينَة واليمن من زبيد الى حَضرمَوْت مُتَّصِلا بِالْهِنْدِ وَمن الشَّام دمشق وبعلبك وحمص وبانياس وحلب وحماه وَمن السَّاحِل بِلَاد الْقُدس وغزة وتل الصافية وعسقلان ويافا وقيسارية وحيفا وعكا وطبرية والشقيف وصفد وكوكب والكرك والشوبك وصيدا وبيروت وجبلة واللاذقية والشقر وصهيون وبلاطنس وَمن الشرق حران والرها والرقة وَرَأس عين وسنجار ونصيبين وسروج وديار بكر وميافارفين وآمد وحصونها وَشهر زور وَيُقَال انه فتح سِتِّينَ حصنا وَزَاد على نور الدّين بِمصْر وَالْمغْرب والحجاز واليمن والقدس والساحل وديار بكر وبلاد الإفرنج وَلَو عَاشَ عمرا طَويلا لفتح الدُّنْيَا شرقا وغربا وبعدا وقربا وَلكنه لم يبلغ سِتِّينَ سنة
قَالَ ابْن الْأَثِير وَيَكْفِي دَلِيلا على كرمه انه لما مَاتَ لم يخلف فِي خزانته غير دِينَار وَاحِد صوري وَأَرْبَعين درهما ناصرية وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ نَادرا فِي عصره كثير المحاسن وَالْأَفْعَال الجميلة عَظِيم الْجِهَاد فِي الْكفَّار وفتوحه تدل على ذَلِك وَخلف سَبْعَة عشر ولدا ذكرا انْتهى
وَقَالَ الفيلسوف عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ فِي رحلته أتيت الشَّام وَكَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بالقدس فَأَتَيْته فَرَأَيْت ملكا عَظِيما يمْلَأ الْعُيُون روعة والقلوب محبَّة قَرِيبا بَعيدا محببا وَأَصْحَابه يتشبهون بِهِ ويتسابقون الى الْمَعْرُوف وَأول لَيْلَة حَضرته وجدت مَجْلِسا محفوفا بِأَهْل الْعلم يتذاكرون فِي أَصْنَاف الْعُلُوم وَهُوَ يحسن الإسماع

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست