responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 154
دولة الْقَاهِرَة وَمن قبله تولى دولة أَبِيه مَسْعُود بن أرسلان شاه بن مَسْعُود بن مودود ابْن زنكي بن آقسنقر وَلما قضى القاهر عز الدّين نحبه وَكَانَ أوصى بِالْملكِ لوَلَده نور الدّين أرسلان شاه وعمره عشر سِنِين كَانَ المترجم هُوَ الْوَصِيّ عَلَيْهِ والمدير لدولته فَقَامَ بمهمته أحسن قيام وَضبط المملكة من التزلزل والتغيير مَعَ صغر السُّلْطَان وَكَثْرَة طمع أعمام أَبِيه فِي الْملك وَأحسن السِّيرَة وَجلسَ لكشف ظلامات النَّاس وإنصاف بَعضهم من بعض وَأرْسل الْخَلِيفَة التَّقْلِيد لنُور الدّين بِالْولَايَةِ ولبدر الدّين بِالنّظرِ فِي أَمر دولته والتشريفات لَهما أَيْضا وَبِالْجُمْلَةِ فالمترجم مَوْصُوف بِالْعقلِ والدهاء وَحسن التَّدْبِير والسياسة ومطول تَرْجَمته يُؤْخَذ من الْقسم السياسي وَلم أظفر بتحديد وَفَاته وَقد كَانَت بعد الستمائة وَقد سكن هَذِه الْمدرسَة أَيَّام شبابها سبط ابْن الْجَوْزِيّ ودرس بهَا ثمَّ زكي الدّين بن عقبه ثمَّ الصفي بن فرج ثمَّ الشَّمْس ابْن جبرييل ثمَّ سلبها الزَّمَان شبابها الْمُسْتَعَار وأبدلها مِنْهُ بالشيخوخة والهرم ثمَّ بالفناء ومحو الْآثَار وَيحسن بِي أَن أزف إِلَى الْمطَالع تَرْجَمَة صَاحب مرْآة الزَّمَان وان لم يكن على شرطي هُنَا ليَكُون هَذَا الْقسم مَعَ الَّذِي بعده كمنضج صفيف شواء أَو قدير معجل فَأَقُول
صَاحب مرْآة الزَّمَان

هُوَ شمس الدّين أَبُو المظفر يُوسُف ابْن الْأَمِير حسام الدّين قزل بن عبد الله عَتيق الْوَزير عز الدّين بن هُبَيْرَة الْحَنْبَلِيّ وَأمه بنت جمال الدّين أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن أبن الْجَوْزِيّ الْحَافِظ الْمَشْهُور والواعظ الَّذِي كَلَامه مأثور وَكَانَ المترجم حسن الصُّورَة طيب الصَّوْت كثير الْفَضَائِل والمصنفات قَالَه أبن كثير وَقَالَ وَله كتاب مرْآة الزَّمَان فِي عشْرين مجلدا وَهُوَ من أحسن التواريخ أَخذه من كتاب جده أبن الْجَوْزِيّ الْمُسَمّى بالمنتظم وَزَاد عَلَيْهِ وذيله إِلَى زَمَنه فجَاء غَايَة فِي بَابه وَقدم دمشق فِي حُدُود الستمائة وحظي عِنْد مُلُوك بني أَيُّوب وقدموه وأحسنوا إِلَيْهِ وَكَانَ لَهُ مجْلِس وعظ كل يَوْم سبت بكرَة النَّهَار عِنْد بَاب مشْهد عَليّ بن الْحُسَيْن فَكَانَ النَّاس يبيتُونَ لَيْلَة السبت بالجامع فِي أَيَّام الصَّيف ويتركون الْبَسَاتِين حَتَّى يسمعوا ميعاده ثمَّ يسرعون إِلَى بساتينهم وهم يتذاكرون بِمَا سَمِعُوهُ من الْفَوَائِد وَالْكَلَام الْحسن الَّذِي كَانَ يمليه على طَريقَة جده وَكَانَ الْمَشَايِخ يحْضرُون هَذَا عِنْد قبَّة يزِيد عِنْد بَاب الْبَرِيد

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست