اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران الجزء : 1 صفحة : 132
درس بهَا ولداه نجم الدّين ومحي الدّين وجماعات من الذُّرِّيَّة قَالَ العلموي وَكَأَنَّهُ وَالله اعْلَم لما انْقَطَعت الذُّرِّيَّة من الْعلم تخَلّل بَينهم فِي التدريس من لَيْسَ من الذُّرِّيَّة كأحمد بن نصر الله وشمس الدّين بن غَانِم وجمال الدّين القلانسي فولده أَمِين الدّين وأمثال من يَأْكُلُون حَرَامًا وَقد كَانَ ذَلِك سائغا لَو تَعَذَّرَتْ الذُّرِّيَّة انْتهى تَرْجَمَة الْوَاقِف
هُوَ عبد الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عَليّ بن المطهر بن أبي عصرون بن أبي السّري التَّمِيمِي الْموصِلِي نزيل دمشق
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ أحد الْأَعْلَام وَكَانَ من الصلحاء وَالْعُلَمَاء العاملين ولد بالموصل سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
وَقَالَ ابْن السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الْوُسْطَى كَانَ من افقه أهل عصره واليه الْمُنْتَهى فِي الْفَتَاوَى وَالْأَحْكَام تفقه على أبي مُحَمَّد عبد الله ابْن أبي الْقَاسِم الشهرزوري وَالْقَاضِي أبي عَليّ الفارقي واسعد الميهني وَغَيرهم وَقَرَأَ الْأُصُول على ابْن برهَان وتفقه عَلَيْهِ خلق كثير وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
وَقَالَ ألاسدي قَرَأَ بالسبع وبالعشر وَتوجه إِلَى وَاسِط فتفقه بهَا واشتغل بالنحو وَرجع إِلَى بَلَده بِعلم كثير واخذ يدرس بِهِ ثمَّ أَقَامَ بسنجار وَولي قضاءها وَقَضَاء نَصِيبين وحران وَغَيرهمَا
قَالَ السُّبْكِيّ وَدخل حلب فَأقبل عَلَيْهِ ملكهَا نور الدّين فَلَمَّا انْتقل إِلَى دمشق سنة تسع وَأَرْبَعين صَحبه مَعَه وولاه تدريس العادلية ثمَّ انْتقل إِلَى حلب وَولي الْقَضَاء بسنجار وحران وديار ربيعَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فِي سنة سبعين أَيَّام صَلَاح الدّين فولاه قَضَاء دمشق وَاسْتمرّ فِيهِ إِلَى سنة سبع وَسبعين فأضر فولى صَلَاح الدّين قَضَاء دمشق لوَلَده مُحي الدّين
قَالَ الشَّيْخ موفق الدّين ابْن قدامَة كَانَ ابْن أبي عصرون أَمَام أَصْحَاب الشَّافِعِي فِي عصره وَقد بنى لَهُ نور الدّين مدرسة بحلب ومدرسة بحمص ومدرسة ببعلبك وَقد بنى هُوَ لنَفسِهِ مدرسة بِدِمَشْق وَدفن بهَا
قَالَ ابْن الصّلاح توفّي وَقد بلغ ثَلَاثًا وَتِسْعين سنة انْتهى
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران الجزء : 1 صفحة : 132