اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران الجزء : 1 صفحة : 113
اسْما بِلَا جسم وكلمات بِلَا معنى فَلَيْسَ هُوَ الْآن إِلَّا بالعمائم وَالدَّعْوَى وَلَيْسَت وظائفه إِلَّا بِالْإِرْثِ وَقَوْلهمْ الْقَدِيم على قدمه سَوَاء كَانَ حَقًا أَو بَاطِلا طَالبا للْعلم ذَلِك الْوَارِث أَو جَاهِلا لَا فرق فنرجوه تَعَالَى أَن يكْشف هَذِه الْغُمَّة ويرشد الْأمة إِلَى مَا فِيهِ صَلَاحهَا ونجاحها وان يُؤَيّد الحكم الشوروي والرأي الدستوري الَّذِي حصلت عَلَيْهِ الْأمة فِي وقتنا هَذَا فابتدأت بِسَبَبِهِ بِقطع دابر الاستبداد وإبعاد أهل الغي والعناد حَتَّى شممنا رَائِحَة تقدم الْعلم وانقشاع غيوم الظُّلم وسنأتي فِيمَا بعد على شرح مَا عَلَيْهِ كُنَّا وَمَا إِلَيْهِ وصلنا تذكرة لمن يتَذَكَّر وإيقاظا لمن يتدبر وَلَقَد لوحنا لذَلِك فِي خطْبَة الْكتاب وَالله الْهَادِي
واقفها وبانيها
ستذكر تَرْجَمَة السُّلْطَان نور الدّين عِنْد الْكَلَام على الْمدرسَة النورية الْحَنَفِيَّة وترجمة السُّلْطَان صَلَاح الدّين فِي محلهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَلم يتَّصل بِنَا من أَخْبَار هَذِه الْمدرسَة سوى انه درس بهَا شمس الدّين ومجد الدّين الكرديان
تَنْبِيه
الْمدَارِس الْمُسَمَّاة بالصلاحية ثَلَاثَة إِحْدَاهَا هَذِه وثانيتها بالقدس قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير فِي تَارِيخه فِي حوادث ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَبنى السُّلْطَان صَلَاح الدّين بالقدس مدرسة للشَّافِعِيَّة سميت بالصلاحية وَيُقَال لَهَا الناصرية
وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وفاوض السُّلْطَان صَلَاح الدّين جُلَسَاؤُهُ من الْعلمَاء والأكابر الْأَبْرَار والأتقياء الأخيار أَيَّام فتح الْقُدس فِي أَن يَبْنِي مدرسة للفقهاء الشَّافِعِيَّة ورباطا للصلحاء الصُّوفِيَّة فعين للمدرسة الْكَنِيسَة الْمَعْرُوفَة بجسد حنه عِنْد بَاب أَسْبَاط وَعين دَار لبطرك وَهِي تقرب كَنِيسَة قمامة للرباط ووقف عَلَيْهَا أوقافا وأسدى بذلك إِلَى الطَّائِفَتَيْنِ مَعْرُوفا وارتاد أَيْضا مدارس إِلَى الطوائف ليضيفها إِلَى مَا أولاه من العوارف انْتهى
وَقَالَ ابْن كثير وأجرى صَلَاح الدّين على الْقُرَّاء بالقدس وعَلى الْفُقَهَاء بهَا
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران الجزء : 1 صفحة : 113