اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 550
الشوبك
والشوبك [1] المنسوب إليه الكرك مدينة صغيرة أكثر في البر دخولا منها، وانحرافا إلى التغريب في القبلة عنها ذات أكواب من جداول الأنهار موضوعة وسرر من مقاعد [1] الأبراج مرفوعة [2] وفاكهة كما قال الله تعالى في الجنة غير مقطوعة ولا ممنوعة [3] .
قلت: والشوبك فتح وقت فتح الكرك بعد أن دام الحصار سنتين على الكرك وأقطعها الملك الناصر لأخيه الملك العادل ولم يزالا في يده حتى أعطاهما لولده الملك المعظم عيسى، فصرف إليهما العناية حتى نزّل الكرك مدينة يعنى [2] بنفسها وزادها تحصينا وتحسينا، وجلب إلى الشوبك غرائب الأشجار حتى تركها تضاهي دمشق في روائها وتدفق مائها وتزيد بطيب هوائها.
قلت: وذكر ابن جرير كورة الجبال فقال: (وقد أحدثت بها مدينة تسمى الكرك، وقال البلاذري: في كتاب فتوح البلدان أن مدينة هذه الكورة الغرندك) [3] .
وأما أعمال الكرك (فهي أربعة؛ زغر [4] وهي مدينة قديمة حارة متصلة [1] الشوبك: قلعة حصينة في أطراف الشام بين عمان وإبلة قرب الكرك (مراصد الاطلاع 2/818) . [2] إشارة إلى قوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ
[الغاشية، الآيات: 13- 15] . [3] إشارة إلى قوله تعالى: وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ
[الواقعة، الآيتان: 32- 33] . [4] وردت عند ابن بطوطة زيزى، وعند البغدادي هي قرية بمشارف الشام قرب الكرك (مراصد الاطلاع 2/667) .
اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 550