اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 538
طرابلس طرابلس[1] قد قدمنا القول [1] على أنها بنيت عند الفتح عوض طرابلس العتيقة، وكانت تسمى قديما بدار العلم، وتداولها ملوك بني عمار، وكانوا في الأول لهم القضاء بها، ولما بنيت هذه المدينة الجديدة كانت وخيمة البقعة.
ذميمة المسكن، فلما طالت مدة سكنها، وكثر بها الناس والدواب وصرفت المياه الآسنة التي كانت حولها نقائع، وعملت بساتين ونصب بها المنصوب والغراس فخف ثقلها وقل (المخطوط ص 273) . وخمها، وقد كان بها أسد مر الكرجى [2] نائبا، وبقى لا يستقل من لوثة وخم، فشكا «3» إلى الحكيم الفاضل أمين الدين سليمان بن داود المتطبب، وخامتها، وسأله عما يخفف بعض ذلك، فأشار عليه أن يستكثر بها من الجمال وبقية الدواب ففعل ذلك، وأمر به الأمراء والجند، فخف ما بها، وكان الأمر كما أشار به الحكيم، وسألت عن تعليل هذا كثيرا من الأطباء فقال أنه لا يعرفه، وفوق كل ذي علم عليم.
وأما ما قاله لي الصدر بهاء الدين أبو بكر بن غانم رحمه الله فقال: إن السبب فيما تعرض للأجسام بها، أنها لمجاورة البحر وعره حارة فتكون في أول الليل كذلك، فلا يقبل فيها ثقيل الغطاء، فإذا نام النائم قليل الدثار [2] يفاجئه البرد الشديد في آخر الليل من قبل الجبال المجاورة لها، فيجيء البرد عقيب الحر، والمسام مفتحة، والنائم في غفلته فيحدث له ما يحدث. [1]طرابلس الشام وهي مدينة مشهورة بين اللاذقية وعكا (مراصد الاطلاع 1/91) . [2] وردت بالمخطوط قليلا الدثار.
اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 538