اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 536
ومائهم، وقرب اعتدال صيفهم، وشتائهم، وبها نهر قويق، وهو [1] نهرها القديم، ونهر الساجور مستجد فيها ساقه هذا السلطان إليها، وحكمه جاريا عليها.
وحلب أوسع الشام بلادا وأوطأ أكتافها لخيل الأمل [2] مجالا، ولها المروج الفيح والبر الممتد حاضرة وبادية ومنازل عرب وأتراك [1] .
بها جند كثيف، وأمم من طوائف العرب والتركمان، وبها البطيخ القليل في الشام مثله وأنواع من الفواكه، أكثرها مجلوبة من بلادها، متصلة بسيس [2] والروم وبلاد ديار بكر وبرية (المخطوط ص 272) العراق، وفي أعمالها وادي الباب وبزاعة «3» وهو الوادي المشهور، نزل به المنازي الشاعر ووصفه بقوله: [الوافر]
وقانا لفحة الرمضاء واد ... وقاه مضاعف النبت العميم
نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنو الوالدات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالا ... ألذ من المدامة للنديم
يروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم
صد الشمس أنّى واجهتها ... فيحجبها ويأذن للنسيم»
وأما أعمالها فهو كثير «4» منه قلاع وحصون، ومنه ما ليس له قلعة وعدة الجميع ثلاثة وعشرون عملا، وهي عمل شيزر المدينة المشهورة، وعمل الشغر [1] انظر: وصف حلب عند ابن بطوطة 52- 53. [2] انظر: رحلة ابن بطوطة ص 55.
اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 536