اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 477
إليه من النعيم الأكبر.
ولصاحب مصر بتشيع هؤلاء مزية يخافه بها أعداؤه لأنه يرسل من هؤلاء إليه من يقتله، ولا يبالي أن يقتل معه، ومن بعثه صاحب مصر إلى عدو له ليقتله فجبن قتله أهله إذا عاد، وإن هرب اتبعوه وقتلوه.
ولقد سألت المقدم عليهم والمشار إليه فيهم وهو مبارك بن علوان عن معتقدهم، وجاذبته في هذا الحديث مرات، فظهر لي أن هذه الطائفة ترى أن الأرواح مسجونة في هذه الأجسام المكلفة بطاعة الإمام المظهر على زعمهم، فإذا انتقلت على الطاعة كانت قد تخلصت وانتقلت للأنوار العلوية، وإن انتقلت على العصيان هوت في الظلمات السفلية وعقيدتهم أن عليا رضي الله عنه، كان المظهر ثم الانتقال منه، وليس هذا بمكان التطويل فيه [1] .
«2» وأكابر المدن المشورة بهذه المملكة قاعدة الملك الكبرى وهي القاهرة، وقد تقدم القول على أنها هي والقلعة والفسطاط ثلاث مدن صارت مدينة واحدة، وقوص والاسكندرية ودمياط، ودمشق وهي قاعدة الملك الثانية ثم بعلبك [1] ثم حمص [3] ثم حماه ثم حلب ثم طرابلس ثم صفد والقدس والكرك [2] وغزة [3] [1] بعلبك: مدينة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، بها أبنية عجيبة وآثار عظيمة (مراصد الاطلاع 1/208) . [2] الكرك: قلعة حصينة جدا في طرف الشام من نواحي البلقاء، وهي على جبل عال (مراصد الاطلاع 3/1159) . [3] غزة: مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، فيها مات هاشم جد النبي (صلى الله عليه وسلم) (مراصد الاطلاع 1/993) .
اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 477