اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 103
جنكيزخان [1] ، واستجارا به، فأحسن إليهما، وحنا عليهما، ووعدهما بإزالة كدر السلطان، وتلاقى ما كان، فأنطقهما لسان الإحسان بهذه:
«إذا التزم المقدار جبل سعادة ... أتاك جميع الكائنات مساعدا
«وإذا جري القضاء على صعب سهّله ... وإذا أرادك الله لأمر همّاك له»
وقالا له: إن السلطان أونك خان يتوقع لك الوقيعة، ويتربص لك الأجن الشنيعة، فخذ حذرك، وأصلح أمرك، فرحل من ليلته بأتباعه وجماعته، ودهمه أعداؤه سحرا، فلم يجدوا له أثرا، ولا عرفوا له خبرا، ونفر العسكر يتلوه، فلم يلقوه، وقيل بل لحقوه، فعطف بجماعته إليهم، وقاتلهم حتى أتى عليهم، وغنم مالهم، فلما جمع أتباعه وأقاربه، وأعز مقامه، وحمى جانبه، وربّ رجاله وآله، وبذل لهم قوته وماله، وخص بإحسانه دنيك الصغيرين دون الناس، وأنزلهما منزلة العينين من الراس، ويسمى كلا منهما ترخانا [2] ، وكتب له أمانا وفرمانا [3] بفراغه من جميع المؤن والكلف، وتفرغه لانتهاز الفرص، واقتطاف الطرف، وأن ينهب في الفتوح قبل كل ناهب، ويسلب قبل كل سالب، ويدخل على يده عامة البيوت فلا [1] يذكر ابن بطوطة أنه لم يكن إلا حدادا بأرض الخطا، وجمع الناس حوله، وصارت له جماعة، فقدموه على أنفسهم، وغلب على بلده وقوي واشتدت شوكته، فغلب ملك الخطا ثم على ملك الصين (رحلته 244) . [2] ترخان: لقبه يحمله أمراء وملوك تركستان، ويأتي أحيانا طرخان، طرخون (فرهنگ رازي 274) ، وحامل لقب ترخان له مزايا عديدة ويمكنه مقابلة الملك في أي وقت- واللفظ تركي يعني في العربية رئيس ويجمع طراخنة (فرهنگ عميد 1/560- جامع التواريخ حاشية ج 2/17) . وقال عنه ابن بطوطة ترخان: الموضع المحرر من المغارم (رحلة ابن بطوطة 228) والطرخانات هم الطبقة الأب خراطية (جهانكشاي لعاط الله جويني 2/27- ابن العبري 395- تركستان لبارتولد 551- التاريخ السري للمغول طبقة كوزين 141- 167) . [3] فرمان: أمر وحكم وهو هنا يعني أمر سلطاني واللفظ فارسي من الپهلوية Faraman ودخل العربية وبجمع فرامين وفرمانات (انظر الدخيل في لهجة أهل الخليج للمحقق ص 89- معجم الألفاظ الفارسية المعربة لآدي شير بيروت 1980 ص 119، تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية لطوبيا العنيسي القاهرة 1964 ص 196 ص 51- معجم الألفاظ العامية لأنيس فريحة بيروت 1973 ص 129- فرهنگ-
اسم الکتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار المؤلف : العمري، ابن فضل الله الجزء : 3 صفحة : 103