responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن - ط دار الحديث المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 414
الثَّانِيَةُ، فقلت اللهم لا تَجْعَلْنِي أَبِيتُ لَيْلَةً وَلِي شَيْءٌ أَدَّخِرُهُ لِغَدٍ، وَأَنَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سَنَةٍ مَالِي شَيْءٌ أَدَّخِرُهُ، وَالثَّالِثَةُ، قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِذَا أَذِنْتَ لأَوْلِيَائِكَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ فَاجْعَلْنِي مِنْهُمْ، وَأَنَا أَرْجُو ذَلِكَ
! 219.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، أَنْبَأنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي حَامِدٌ الأَسْوَدُ، صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصِ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدًا وَلَمْ يَذْكُرْهُ، وَإِنَّمَا يَأْخُذُ رَكْوَتُهُ وَيَمْشِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَهُ فِي مَسْجِدِهِ تَنَاوَلَ رَكْوَتَهُ وَمَشَى، فَأَتْبَعْتُهُ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي، حَتَّى وَافَيْنَا الْكُوفَةَ فَأَقَامَ بِهَا يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ الْقَادِسِيَّةِ.
فَلَمَّا وَافَاهَا قَالَ لِي: يَا حَامِدُ إِلَى أَيْنَ؟ فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي خَرَجْتُ بِخُرُوجِكَ.
فَقَالَ أَنَا أُرِيدِ مَكَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قُلْتُ: وَأَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ أُرِيدُ مَكَّةَ، فَمَشَيْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ إِذَا شَابٌّ قَدِ انْضَمَّ إِلَيْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَمَشَى مَعَنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً لا يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، فَعَرَّفْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الْغُلامَ لا يُصَلِّي.
فَجَلَسَ وَقَالَ لَهُ: يَا غُلامُ مَا لَكَ لا تُصَلَّي، وَالصَّلاةُ أَوْجَبُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَجِّ؟ فَقَالَ: يَا شَيْخُ، مَا عَلَيَّ مِنْ صَلاةٍ قَالَ: أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ قَالَ: لا.
قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: نَصْرَانِيٌّ، وَلَكَنْ إِشَارَتِي فِي النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى التَّوَكُّلِ، فَادَّعَتْ نَفْسِي أَنَّهَا قَدْ أَحْكَمَتْ حَالَ التَّوَكُّلِ فَلَمْ أُصَدِّقْهَا فِيمَا ادَّعَتْ، حَتَّى أَخْرَجْتُهَا إِلَى الْفَلاةِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مَوْجُودٌ غَيْرَ الْمَعْبُودِ، أُثِيرُ سَاكِنِي وَأَمْتَحِنُ خَاطِرِي.
فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَمَشَى، وَقَالَ: دَعْهُ يَكُونُ مَعَكَ، فَلَمْ يَزَلْ مُسَايِرُنَا حَتَّى وَافَيْنَا بَطْنَ مَرٍّ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَنَزَعَ خِلْقَانَهُ وَطَهَّرَهَا بِالْمَاءِ، ثُمَّ جَلَسَ، وَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عَبْدُ الْمَسِيحِ.
فَقَالَ: يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ، هَذَا دَهْلِيزُ مَكَّةَ،

اسم الکتاب : مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن - ط دار الحديث المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست