يجد في المسلمين كبير إعانة، استدعى النصارى فوصلوا إليه، فسلم إلى الفنش بياسة، وجازى أهلها شر الجزاء، بعد ما آووه ونصروه، فأخرجهم منها وسار مع الفنش ليأخذ معاقل الإسلام باسمه، فدخل قيجاطة من عمل جيان بالسيف، وقتل العدو فيها خلقاً كثيراً، وأسر آخرين، وكان حديثها شنيعاً تنفر منه الأسماع والقلوب؛ ثم نهض أيضاً ومعه العدو إلى لوشة من عمل غرناطة، فاستعصم أهلها بسورها الحصين، وقاتلوه أشد قتال، وأسمعوه ما هاج غيظه، فلما تمكن منها سلط عليهم عدوهم في الدين، ففتكوا بهم أشد الفتك، ثم سار إلى بيغو هذه فأطال مع الفنش حصارها إلى أن دخل البلد بعد شدةٍ، وصالحه أهل القلعة، وما زال أمره يقوى إلى أن احتوى على قرطبة ومالقة وكثير من معاقل هاتين القاعدتين وبلادهما، فخاف منه العادل بإشبيلية، وجمع من عنده من الجند، ونظر في كفه عن جهته، وكان ذلك في سنة622.
بيونة
مدينة في بلاد الروم على ساحل البحر وهي بالقرب من مدينة طودة.