طالقة
مدينة بالأندلس، بقرب إشبيلية، وهي من المدن القديمة، وكانت دار مملكة الأفارقة بالأندلس، وكانت من مدن إشبيلية المتصلة بها في سالف الدهر وهي خراب، إذ كان إشبان بن طيطش غزا طالقة وحاصر ملكهم بها حتى فتحها وتغلب على مملكتهم، فهدم طالقة ونقل رخامها وآلاتها إلى إشبيلية وبه سميت، واتخذها دار ملكه وكثرت جموعه، فعلا في الأرض وغزا من إشبيلية وبه سميت، واتخذها دار ملكه، وكثرت جموعه، فعلا في الأرض وغزا من إشبيلية إيلياء بعد سنتين من ملكه؛ خرج إليها في السفن فغنمها وهدمها، وقتل من اليهود مائة ألفٍ، واسترق مائه ألفٍ، وفرق في البلاد مائة ألف، وانتقل رخام إيلياء وآلاتها إلى الأندلس، والغرائب التي أصيبت من مغانم الأندلس كمائدة سليمان التي ألفاها طارق بن زياد بكنيسة طليطلة، وقليلة الدر التي ألفاها موسى بن نصير بكنيسة ماردة وغيرها من الذخائر، إنما كانت مما صلوا لصاحب الأندلس من غنيمة بيت المقدس إذ حضر فتحها مع بخت نصر.
وحكوا أن الخضر وقف بإشبان هذا وهو يحرث الأرض في حداثة فقال له: يا إشبان، إنك لذو شأن، وسوف يحظيك زمان، ويعليك سلطان؛ فإذا أنت غلبت على إيلياء، فارفق بذرية الأنبياء! فقال له إشيان: أساحر أنت رحمك الله؟ أني يكون هذا وأنا ضعيف مهين؟ فقال: قدر ذلك من قدر في عصاك اليابسة ما تراه! فنظر إشبان إلى عصاه فرآها قد أورقت، فريع لما رأى، وذهب الخضر عنه وقد وقر ذلك الكلام في نفسه، والثقة بكونه؛ فترك الامتهان، وداخل الناس، وصحب أجل الناس، وسما به جده، فارتقى في طلب السلطان حتى نال منه عظيماً؛ وكان ملكه عشرين سنة.