responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 116
الخراف لَا مثيل لَهَا فِي الْعَالم وَالصُّوف الدَّقِيق الَّذِي يصدر إِلَى بِلَاد الْعَجم والمسمى الصُّوف الْمصْرِيّ كُله من الصَّعِيد الْأَعْلَى لأَنهم لَا ينتجون الصُّوف بِمَدِينَة مصر نَفسهَا وَقد رَأَيْت فِي أسيوط فوطة من صوف الْغنم لم أر مثلهَا فِي لهاور أَو ملتان وَهِي من الرقة بِحَيْثُ تحسبها حَرِيرًا
وَمن هُنَاكَ بلغنَا مَدِينَة تسمى قوص رَأَيْت فِيهَا أبنية عَظِيمَة من الْحِجَارَة تبْعَث على الْعجب فِي نفس من يَرَاهَا وَهِي مَدِينَة قديمَة محاطة بسور من الْحجر وَأكْثر أبنيتها من الْحِجَارَة الْكَبِيرَة الَّتِي يزن الْوَاحِد مِنْهَا عشْرين أَو ثَلَاثِينَ ألف من والعجيب أَنه لَيْسَ على مَسَافَة عشرَة أَو خَمْسَة عشر فرسخا مِنْهَا جبل أَو محجر فَمن أَيْن وَكَيف نقلوا هَذِه الْحِجَارَة
وَمن قوص بلغت مَدِينَة تسمى إخميم وَهِي مَدِينَة وَاسِعَة عامرة رجالها أشداء لَهَا سور حُصَيْن وَبهَا نخل وبساتين كَثِيرَة وَقد أَقمت بهَا عشْرين يَوْمًا وَفِي هَذِه الْجِهَة طَرِيقَانِ أَحدهمَا صحراوي لَا مَاء فِيهِ وَالثَّانِي طَرِيق النّيل وَقد ترددنا أَي الطَّرِيقَيْنِ نسلك وأخيرا سرنا فِي طَرِيق النّيل وبلغنا مَدِينَة أسوان
عِنْد الْجَانِب الجنوبي من أسوان جبل يخرج من وَسطه النّيل وَيُقَال إِن السفن لَا تَسْتَطِيع الْمُضِيّ فِي النّيل وَرَاء هَذَا الْجَبَل لِأَن المَاء هُنَاكَ ينحدر من شلالات عَظِيمَة وعَلى مَسَافَة أَرْبَعَة فراسخ من هَذِه الْمَدِينَة طَرِيق ولَايَة النّوبَة وَهِي ولَايَة أَهلهَا جَمِيعًا نَصَارَى وَيُرْسل مُلُوكهَا من قديم الْهَدَايَا لسلطان مصر وَبَين البلدين عهود ومواثيق فَلَا يذهب جَيش السُّلْطَان هُنَاكَ وَلَا يُؤْذِي أَهلهَا ومدينة أسوان مُحصنَة جدا بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يقصدها من النّوبَة وَبهَا جَيش دَائِم للمحافظة عَلَيْهَا وعَلى ولايتها ويقابل الْمَدِينَة جَزِيرَة وسط النّيل كَأَنَّهَا حديقة فِيهَا نخل وزيتون وأشجار أُخْرَى

اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست