responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 111
الْمِنْبَر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَيُصلي عَلَيْهِ يلْتَفت نَاحيَة الْيَمين وَيُشِير إِلَى الْمقَام الشريف وَهَذَا الْمقَام مخمس ترْتَفع حوائطه من بَين أعمدة الْمَسْجِد ويحيط بِهِ خَمْسَة أعمدة وَكَانَ فِي آخِره حَظِيرَة أحيطت بسياج حَتَّى لَا يدخلهَا أحد وأسدل على الْجُزْء المكشوف مِنْهَا شبكة حَتَّى لَا تدْخلهَا الطُّيُور وَبَين قبر الرَّسُول والمنبر مَسَافَة من الرخام تشبه الساحة وَتسَمى الرَّوْضَة وَيُقَال إِنَّهَا رَوْضَة من رياض الْجنَّة كَمَا قَالَ رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَا بَين قَبْرِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَيَقُول الشِّيعَة إِن هُنَاكَ قبر فَاطِمَة الزهراء عَلَيْهَا السَّلَام وللمسجد بَاب وَاحِد وخارج الْمَدِينَة نَاحيَة الْجنُوب صحراء بهَا مَقْبرَة فِيهَا قبر (أَمِير الْمُؤمنِينَ) حَمْزَة بن عبد المطلب رَضِي الله عَنهُ يسمونها قُبُور الشُّهَدَاء
وَقد أَقَمْنَا يَوْمَيْنِ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ غادرناها لضيق الْوَقْت فسرنا شرقا وعَلى منزلين مِنْهَا جبل ومضيق يشبه الْوَادي يُسمى الْجحْفَة وَهُنَاكَ مِيقَات حجاج الْمغرب وَالشَّام ومصر والميقات هُوَ الْموضع الَّذِي يحرم مِنْهُ الْحجَّاج وَيُقَال إِن الْحجَّاج نزلُوا هُنَاكَ فِي سنة مَا وَكَانُوا كثيرين فَنزل عَلَيْهِم السَّيْل فَجْأَة فأهلكهم لذَلِك سمي هَذَا الْمَكَان الحجفة وَبَين مَكَّة وَالْمَدينَة مائَة فَرسَخ من الصخر قَطعْنَاهَا فِي ثَمَانِيَة أَيَّام
وَقد بلغنَا مَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد السَّادِس من ذِي الْحجَّة ونزلنا عِنْد بَاب الصَّفَا وَكَانَ بِمَكَّة قحط فَكَانَت الْأَرْبَعَة أمنان من الْخبز بِدِينَار نيسابوري وَقد هَاجر مِنْهَا المجاورون وَلم يفد عَلَيْهَا حَاج من أَي بلد وَقد أدينا فَرِيضَة الْحَج لله الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي عَرَفَات ولبثنا بِمَكَّة يَوْمَيْنِ قد خرج من الْحجاز خلق كثير مِمَّا أَصَابَهُم من الْجُوع والفقر وَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد

اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست