responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة بنيامين التطيلى المؤلف : التطيلي، بنيامين    الجزء : 1  صفحة : 133
كان اليهودي التقي في مختلف العصور يجد من نعمة الله عليه أن يتاح له حج البلاد المقدسة والتبرك بقبورها وزيارة مقامات الصالحين فيها. غير أن بيت المقدس لم يكن بعيدا عن اليهودي الشرقي ولم تفصله عنه البحار التي كانت يومئذ مليئة بالقرصان، محفوفة بالأخطار. وهو إذا ما أم الديار المقدسة لم يكن يشعر بأنه انتقل إلى محيط يختلف عن محيطه أو بيئة تشذ عن البيئة التي نشأ فيها سواء أكان ذلك في الشام أم في العراق أم في مصر. فلم يكن يقع بصره على مناظر غير مألوفة لديه كما هو الحال بالنسبة إلى أوروبي يزور الشرق.
والسائح أو الحاج لا يسجل من الأمور سوى ما كان غريبا عنه بعيدا عن مألوفه ومحيطه. لذلك قلما نجد بين يهود الشرق من كتب عن رحلته أو دوّن مشاهداته.
وأما السفر بقصد التجارة والبيع والشراء فلم يكن مما يضطر اليهودي الشرقي إلى خوض البحار وتجشم الأخطار. ذلك لأن البلاد التي يعيش فيها كانت مصدر أكثر البضاع والسلع في القرون الوسطى. وكان لزاما على الأوروبي دون الشرقي أن يقصد البلدان التي كانت في تلك الأحقاب مركز التبادل التجاري بين الشرق والغرب.
لذلك ما كان ليهود الشرق أن يتحملوا مشاق السفر إلى أوروبة لهذا الغرض إلا فيما ندر. ومن ثم كان الاتجاه دائما من الغرب صوب الشرق.

اسم الکتاب : رحلة بنيامين التطيلى المؤلف : التطيلي، بنيامين    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست