responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 94
فقال الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله! لو ولجوا علينا من فم الغار ما كنا نصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولو ولجوا علينا منه كنا نخرج من هناك"، وأشار بيده المباركة إلى الجانب الآخر من الغار ولم يكن فيه شق فانفتح للحين فيه باب بقدرة الله عز وجل وهو سبحانه قدير على ما يشاء.
وأكثر الناس ينتابون هذا الغاز المبارك ويتجنبون دخوله من الباب الذي أحد ث الله عز وجل فيه ويرومون دخوله من الشق الذي دخل النبي صلى الله عليه وسلم تبركا به فيمتد المحأول لذلك على الأرض ويبسط خده بإزاء الشق ويولج يديه ورأسه أولا ثم يعالج ادخال سائر جسده فمنهم من يتأتى له ذلك بحسب قضافة1 بدنه ومنهم من يتوسط بدنه فم الغار فيعضه[2] فيروم الدخول أو الخروج فلا يقدر فينشب[3] ويلاقى مشقة وصعوبة حتى يتناول بالجذب العنيف من ورائه.
فالعقلاء من الناس يجتنبونه لهذا السبب ولا سيما ويتصل به سب آخر مخجل فاضح وذلك أن عوام الناس يزعمون أن الذي لا يسع عليه ويتمسك فيه ولا يلجه ليس لرشدة[4] جرى هذا الخبر على ألسنتهم حتى عاد عندهم قطعا على صحته لا يشكون فبحسب المنتشب فيه المتعذر ولوجه عليه ما يكسوه هذا الظن الفاضح المخجل زائدا إلى ما يكابده بدنه من اللزفي ذلك المضيق وإشرافه منه على المنية توجعا وانقطاع نفس وبرح ألم. فلابعض من الناس يقولون في مثل: ليس يصعد جبل أبي ثور إلا ثور.
وعلى مقربة من هذا الغار في الجبل بعينه عمودمنقطع من الجبل قد قام

1القضافة: النحافة.
[2] يعضه: أراد يمسك به.
[3] ينشب: يعلق.
[4] ليس لرشدة: أي ابن زنا.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست