اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 32
شهر المحرم سنة تسع وسبعين[1] عرفنا الله يمنها وبركتها
استهل هلاله ليلة الثلاثاء وهو اليوم السادس والعشرون من أبريل ونحن بمصر يسر الله عينا مرامنا.
وفي صبيحة يوم الأحد السادس من محرم المذكور كان انفصالنا من مصر وصعودنا في النيل على الصعيد قاصدين إلى قوص عرفنا الل عادته الجميلة من التيسير وحسن المعونة بمنه، ووافق يوم اقلاعنا المذكور أول يوم من مايه[2] بحول الله عز وجل والقرى في طريقنا متصلة في شطى النيل والبلاد الكبار حسبما ياتي ذكره أن شاء الله. فمنها قريبة تعرف بأسكر[3] في الضفة الشرقية من النيل مباشرة للصاعد فيه ويذكر أن فيها كان مولد النبي موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه ومنها ألقته أمه في اليم وهو النيل حسبما ذكر.
وعاينا أيضا بغربي النيل ميامنا لنا وذلك كله يوم اقلاعنا المذكور وفي الثاني منه المدينة القديمة المنسوبة ليوسف الصديق[4] صلى الله عليه وسلم وبها موضع السجن الذي كان فيه وهو الآن ينقض وينقل احجاره إلى القلعة المتبناة الآن على القاهرة وهو حصن حصين المنعة.
وبهذه المدينة المذكورة مخازن الطعام التي اختزنها يوسف صلى الله عليه وسلم وهي مجوفة على ما يذكر.
ومنها الموضع المذكور بمنية ابن الخصيب وهو بلد على شط النيل ميامنا للصاعد فيه كبير فيه الأسواق والحمامات وسائر مرافق المدن اجتزنا عليه ليلة [1] قوله 79 أي 579 هـ 1183م. [2] مايه: شهر مايو، أيار. [3] أسكر: قرية بينها وبين الفسطاط يومان. [4] المدينة القديمة المنسوبة ليوسف الصديق هي بوصير.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 32