اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 318
ليلة الخميس الرابع والعشرين من الشهر المذكور.
ثم أقلعنا منه عشي يوم الجمعة بعده منفردين دون المراكب المذكورة فأزعجتنا ريح شديدة خرق[1] لها المركب في الجري فأصبحنا يوم الأحد السابع والعشرين من الشهر ونحن على طرف جزيرة سردانية وقد قطعناها جريا وطولها أزيد من مائتي ميل فاستبشرنا وسررنا وقدر للمركب في يوم وليلتين قطع نيف على خمسمائة ميل فكان أمرا مستغربا، ثم إن الريح الموافقة ركدت عنا وهبت ريحاسقطتنا ليلة الإثنين الثامن والعشرين منه وهو أول أبريل إلى جهة بر إفريقية فأرسينا يوم الإثنين المذكور بجزيرة تعرف بخالطة وهي جزيرة غير معمورة ويقال إنها كانت معمورة في القديم وهي مقصد العدو وبينها وبين البر المذكور نحو ثلاثين ميلا وهو منا رأى العين فأقمنا بها بعد أهوال لقيناها في دخول مرساها عصم الله منها وتوالت الأنواء علينا فيها ونحن ننتظر فرجا من الله تعالى وكان مقامنا فيها أربعة أيام آخرها يوم الخميس مستهل محرم. [1] خرق: أراد أسرع. شهر محرم سنة إحدى وثمانين عرفنا الله بركتها بمنه
غم هلاله علينا فسحبناه على الكمال من ليلة الخميس الرابع لشهر ابريل عرفنا الله بركة هذه السنة ويمنها ورزقنا خيرها ووقانا شرها ومن علينا بنظم الشمل فيها إنه سميع مجيب.
وفي ليلة الجمعة الثاني منه أهب الله علينا ريحا شرقية أقلعنا بها وهو لين رخاء إلى أن استشرى فعاد ريحا شديدة جرى بها المركب أقوى جري وأعدله وما زلنا منذ ركبنا البحر نتنسم هذا الأفق الشرقي شوقا إلى ريحه فلا
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 318