responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 298
كثير الثقة بالمسلمين وساكن إليهم في أحواله والمهم من أشغاله حتى إن الناظر في مطبخته[1] رجل من المسلمين وله جملة من العبيد السود المسلمين وعليهم قائدمنهم ووزراؤه وحجابه الفتيان وله منهم جملة كبيرة هم أهل دولته والمرتسمون بخاصته[2] وعليهم يلوح رونق مملكته لأنهم متسعون في الملابس الفاخرة والمراكب الفارهة وما منهم إلا من له الحاشية والخول والأتباع.

[1] أراد بالمطبخة المطبخ.
[2] المرتسمون بخاصته أي أهل بطانته.
القصر الأبيض
ولهذا الملك القصرو المشيدة والبساتين الأنيقة ولا سيما بحضرة ملكه المدينة المذكورة وله بمسينة قصر أبيض كالحمامة مطل على ساحل البحر وهو كثير الإتخاذ للفتيان والجواري وليس في ملوك النصارى أترف في الملك ولا أنعم ولا أرفه منه وهو يتشبه في الانغماس في نعيم الملك وترتيب قوانينه ووضع أساليبه وتقسيم مراتب رجاله وتفخيم أبهة الملك واظهار زينته بملوك المسلمين، وملكه عظيم جدا وله الأطباء والمنحمون وهو كثير الاعتناء بهم شديد الحرص عليهم حتى إنه متى ذكر له أن طبيبا أو منجما اجتاز ببلده أمر بامساكه وأدر له أرزاق معيشته حتى يسليه عن وطنه والله يعيذ المسلمين من الفتنة به بمنه وسنه نحو الثلاثين سنة كفى الله المسلمين عاديته وبسطته. ومن عجيب شأن المتحدث به إنه يقرا ويكتب بالعربية وعلامته على ما أعلمنا به أحد خدمته المختصين به. الحمد لله حق حمده. وكانت علامة أبيه: الحمد لله شكرا لأنعمه.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست