اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 271
ذكر أنه باعه جملا معيبا أو صرف عليه[1] جملا بعيب لم يكن فيه فقال السلطان له: ما عسى أن أصنع لك وللمسلمين قاض يحكم بينهم والحق الشرعي مبسوط للحاصة والعامة وأوامره ونواهيه ممتثلة وإنما أنا عبد الشرع وشحنته والشحنة عندهم صاحب الشرطة فالحق يقضى لك أو عليك وهذا في العقد مقصد عمري[2]. وهذه كلمات كفى بها لهذا السلطان فخرا والله يمتع ببقائه السلام والمسلمين بمنه. [1] صرف عليه: باعه. [2] عمري: نسبة إلى عمر بن الخطاب.
شهر جمادي الآخرة عرفنا الله بركته
استهل هلاله ليلة الأحد التاسع من شهر شتنبر[3] العجمي ونحن بدمشق حرسها الله على قدم الرحلة[4] إلى عكة فتحها الله والتماس ركوب البحر مع تجار النصارى وفي مراكبهم المعدة لسفر الخريف المعروف عندهم بالصليبية عرفنا الله في ذلك معهودخيرته وتكفلنا بكلاءته وعصمته بعزته وقدرته إنه سبحانه الحنان المنان ولى الطول والاحسان لا رب غيره، وكان انفصالنا منها عشي يوم الخميس الخامس من الشهر المذكور وهو الثالث عشر من شهر شتنبر المذكور في قافلة كبيرة من التجار المسافرين بالسلع إلى عكة. [3] شتنبر: أيلول. [4] على قدم الرحلة أي متأهبون لها.
من أعجب الأحاديث
ومن أعجب ما يحدث به في الدنيا أن قوافل المسلمين تخرج إلى بلاد الإفرنج وسببهم يدخل إلى بلاد المسلمين، شاهدنا من ذلك عند خروجنا
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 271