responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 24
شيخ ذي النون المصري مشهدالرجل الصالح المعروف بالاقطع المغربي مشهدالمقرئ ورش مشهدالطبري مشهد شيبان الراعي.
والمشاهد الكريمة بها أكثر من أن تضبط بالتقييد أو تتحصل بالإحصاء وإنما ذكرنا هنا ما أمكنتنا مشاهدته ويقبلة القرافة المذكورة بسيط متسع يعرف بموضع قبرو الشهداء وهم الذين استشهدوا مع سارية رضي الله جميعهم والبسيط المذكور مسنم كله للعيان على مثال أسنمة[1] القبور دون بناء. ومن العجب أن القرافة المذكورة كلها مساجد مبنية ومشاهد معمورة يأوى إليها الغرباء والعلماء والصلحاء والفقراء والاجراء على كل موضع منها متصل من قبل السلطان في كل شهر والمدارس التي بمصر والقاهرة كذلك وحقق عند نا أن الاجراء على ذلك كله نيف على الفي دينار مصرية في الشهر وهي أربعة آلاف دينار مؤمنية.
وذكر لنا أن لجامع عمرو بن العاص بمصر من الفائد نحو الثلاثين دينارا مصرية في كل يوم تتفرق في مصالحه ومرتبات قومته وسدنته[2] وأئمته والقراء فيه. ومما شاهدناه بالقاهرة أربعة جوامع حفيلة البنيان أنيقة الصنعة لي مساجد عدة.
وفي أحد الجوامع الخطبة اليوم ويأخذ الخطيب فيها مأخذ سني يجمع فيها الدعاء للصحابة رضي الله عنهم وللتابعين ومن سواهم ولأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ولعميه الكريمين حمزة والعباس رضي الله عنهما ويلطف الوعظ ويرقق التذكير حتى تخشع القلوب القاسية وتتفجر العيون الجامدة وياتي للخطبة لابسا السواد على رسم العباسية. وصفة لباسه يردة سوداء عليها طيلسان شرب[3] أسود وهو الذي يسمى بالمغرب الإحرام،

[1] الأسنمة هنا: ما يرفع أو يبنى فوق القبر.
[2] السدنة، الواحد سادن: خادم المسجد أو المعبد.
[3] الشرب: نوع الحرير.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست