اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 175
مئذنة طويلة بيضاء تظهر على بعد وفي وسطه مبرك الناقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلق[1] قصير شبه روضة صغيرة يتبرك الناس بالصلاة فيه وفي صحنه مما يلي القبلة شبه محراب على مصطبة هو أول موضع ركع فيه النبي صلى الله عليه وسلم وفي قبلته محاريب وله باب واحد من جهة الغرب وهو سبعة بلاطات في الطول ومثلها في العرض.
وفي قبلة المسجد دار لبني التجار وهي دار أبي أيوب الأنصاري وفي الغرب من المسجد رحبة فيها بئر وبازائهما على الشفير حجر متسع شبيه البيلة[2] يتوضأ الناس فيه ويلي دار بنى النجار دار عائشة رضى الله عنها وبإزائها دار عمر ودار فاطمة ودار أبي بكر رضى الله عنهم وبإزائهما بئر أريس حيث تفل النبي صلى الله عليه وسلم فعاد ماؤها عذبا بعد ما كان أجاجا وفيها وقع خاتمه من يد عثمان رضى الله عنه والحديث مشهور.
وفي آخر القرية تل مشرف يعرف بعرفات يدخل إليه على دار الصفة حيث كان عمار وسلمان وأصحابهما المعروفون بأهل الصفة وسمى ذلك التل عرفات لأنه كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة منه زويت له الأرض فأبصر الناس بعرفات وآثار هذه القرية المكرمة ومشاهدها كثيرة لا تحصى.
وللمدينة المكرمة أربعة أبواب وهي تحت سورين في كل سور باب يقابله آخر ألواح د منها كله حديد ويعرف باسمه باب الحديد ويليه باب الشريعة ثم باب القبلة وهو مغلق ثم باب البقيع وقد تقدم ذكره
وقبل وصولك سور المدينة من جهة الغرب بمقدار غلوة تلقى الخندق الشهير ذكره الذي صنع النبي صلى الله عليه وسلم عند تحزب الأحزاب.
وبينه وبين المدينة عن يمين الطريق العين المنسوبة للنبي صلى الله عليه [1] الحلق: حائط مستدير أو حظيرة. [2] البيلة: الحوض "معربة".
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 175