اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 145
مائة دينار مكة استقرضها وفدعها فطال التعجب من ذلك والاعتبار وتحققنا أن إظهار القبض عليه لم يكن غيرة ولا انفة على حرمات الله المنتهكة على يديه مع كونها في خطة دونها الخلافة رفعة والحال تشبه بعضها بعضا {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [1] وإلى الله المشتكى من فساد ظهر حتى في أشرف بقاع الأرض وهو حسبنا ونعم الوكيل. [1] سورة الجاثية، الآية 19.
منشأ الإسلام
وفي يوم الأربعاء التاسع والشعرين من ذي القعدة المذكور دخلنا دار الخيزران التي كان منها منشأ الإسلام وهي بإزاء الصفا ويلاصقها بيت صغير عن يمين الداخل إليها كان مسكن بلال رضى الله عنه ويدخل إليها على حلق[2] كبير شبيه الفندق قد أحد قت به بيوت للكراء من الحاج. والدار المكرمة دار صغيرة يجدها الداخل إلى الحلق المذكور عن يساره وهي مجددة البناء انفق في بنائها جمال الدين المذكرو اثره الكريم في هذا المكتوب نحو الالف دينار نفعه الله بما اسلفه من العمل الصالح. وعن يمين الداخل الدار المباركة باب يدخل منه إلى قبة كبيرة بديعة البناء فيها مقعد النبي صلى الله عليه وسلم والصخرة التي كان إليها مستنده وعن يمينه موضع أبي بكر الصديق وعن يمين أبي بكر موضع علي بن أبي طالب والصخرة التي كان إليها مستنده هي داخلة في الجدار كشبه المحراب. وفي هذه الدار كان إسلام عمر بن الخطاب ومنها ظهر الإسلام على يديه وأعزه الله نفعنا الله ببركة هذه المشاهد المكرمة والآثار المعظمة وأماتنا على محبة الذين شرفت بهم ونسبت إليهم صلوات الله عليهم أجمعين. [2] الحلق: الحظيرة أو الحائط الدائر.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 145