اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 142
المذكور مولد الحسن والحسين ابنيها رضى الله عنهما لاصق بالجدار وسمقط شلو[1] الحسن لاصق بمسقط شلو الحسين وعليهما حجران مائلان إلى السواد كأنهما علامتان للمولدين المباركين الكريمين ومسحنا الخدود في هذه المساقط المكرمة المخصوصة بمس بشرات المواليد الكرام رضوان الله عليهم.
وفي الدار المكرمة أيضا مختبأ النبي صلى الله عليه وسلم شبيه القبة وفيه مقعد في الأرض عميق شبيه الحفرة داخل في الجدار قليلا وقد خرج عليه من الجدار حجر مبسوط كأنه يظل المقعد المذكور قيل إنه كان الحجر الذي كان غطى النبي صلى الله عليه وسلم عند اختبائه في الموضع المذكور صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين وعلى كل واحد ن هذه الموالد المذكورة قبة خشب صغيرة تصون الموضع غير ثابتة فيه فإذا جاء المبصر لها نجاها ولمس الموضع الكريم وتبرك به ثم أعادها عليه.
وفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من الشهر المذكور نفذ أمر الأمير مكثر بالقبض على زعيم الشيبيين محمد ابن إسماعيل وانتهاب منزله وصرفه عن حجابة البيت الحرام طهره الله وذلك لهنات نسبت إليه لا تليق بمن نيطت به سدانة البيت العتيق: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ[2]} أعاذنا الله من سوء القضاء ونفوذ سهام الدعاء بمنه.
وفي هذه الأيام السالفة من الشهر المذكور تواليى مجيء السرو إليمنيين في رفاق كثيرة بالميرة من الطعام وسواه وضروب الادام والفواكه إليابسة فأرغدوا البلد ولولاهم لكان من اتصال الجدب وغلاء السعر في جهد ومشقة فهم رحمة لهذا البلد الأمين ثم توجهوا إلى الزيارة المباركة إلى التربة المباركة طيبة مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصلوا في أسرع مدة، [1] الشلو: العضو والجسد من كل شيء. [2] سورة الحج، الآية 25.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 142