اسم الکتاب : رحلة ابن بطوطة - ط أكاديمية المملكة المغربية المؤلف : ابن بطوطة الجزء : 1 صفحة : 288
سوى ذلك، وقصدوا ملك العراق، وصحبهم أمير حمص الأفرم «131» ووصلوا إلى الملك محمد خدا بنده «132» سلطان العراق وهو بموضع مصيفه المسمى قراباغ «133» بفتح القاف والراء والباء الموحدة والغين المعجمة، وهو ما بين السلطانية وتبريز، فأكرم نزلهم وأعطى مهنّا عراق العرب وأعطى قراسنقور مدينة مراغة من عراق العجم «134» ، وتسمى دمشق الصغيرة، وأعطى الأفرم همدان، وأقاموا عنده مدة مات فيها الأفرم، وعاد مهنّا إلى الملك الناصر بعد مواثيق وعهود أخذها منه، وبقى قراسنقور على حاله.
وكان «135» الملك الناصر يبعث له الفداوية مرة بعد مرة، فمنهم من يدخل عليه داره فيقتل دونه، ومنهم من يرمي بنفسه عليه وهو راكب فيضربه وقتل بسببه من الفداوية جماعة، وكان لا يفارق الدّرع أبدا ولا ينام إلا في بيت العود والحديد، فلما مات السلطان محمد وولى ابنه أبو سعيد وقع ما سنذكره من أمر الجوبان كبير أمرائه، وفرار ولده الدمرطاش إلى الملك الناصر. ووقعت المراسلة بين الملك الناصر وبين أبي سعيد واتفقا على أن يبعث أبو سعيد إلى الملك الناصر برأس قراسنقور ويبعث اليه الملك الناصر برأس الدّمرطاش، فبعث الملك الناصر برأس الدمرطاش إلى أبي سعيد، فلما وصله أمر بحمل قراسنقور إليه، فلما
اسم الکتاب : رحلة ابن بطوطة - ط أكاديمية المملكة المغربية المؤلف : ابن بطوطة الجزء : 1 صفحة : 288