ذكر يوم القيامة والحشر والنشر
وتبديل الأرض غير الأرض وطي السماء، وأحوال ذلك اليوم
قال الله عز وجل: " يومَ تُبدَّل الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ، وبرزُوا لله الواحِد القهّار ". فأول من يحييه الله جل جلاله يوم القيامة إسرافيل لينفخ النفخة الثالثة لقيام الخلق كما تقدم. ثم يحيي رؤساء الملائكة ثم أهل السماء، ويأمر جبريل وميكائيل وإسرافيل أن انطلقوا إلى رضوان خازن الجنان وقولوا له: إن رب العزة والجبروت والكبرياء مالك يوم الدين، يأمرك أن تزين البراق وترفع لواء الحمد وتاج الكرامة وسبعين حلة من حلل الجنة الفاخرة، واهبطوا بها إلى قبر البشير النذير حبيبي محمد صلواتي وتسليمي عليه، فنبهوه من رقدته وأيقظوه من نومته وقولا له: هلم إلى استكمال كرامتك واستيفاء منزلتك وارتفاعك على الأولين والأخرين، وشفاعتك في المذنبين.
قال: فينطلقون إلى باب الجنة فيقرعونه فيقول رضوان: من بباب الجنة؟ فيقول: جبريل وميكائيل وإسرافيل وأتباعهم، ويبلغ جبريل الرسالة، فيقول: وأين القيامة؟ فيقول جبريل: هذا يوم القيامة. قال: فيقبل رضوان بالبراق ولواء الحمد وتاج الكرامة والحلل وتستبشر الحور والولدان، ويرتفعن إلى أعالي القصور ويمجدن الملك الغفور ويفرحن بلقاء الأحباب ويشكرن رب الأرباب. ثم يأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا رضوان زخرف الجنان ومر الحور العين أن يتزين بأكمل زينة