فصل في الآبار وعجائبها
بئر أبي كود: بقرب طرابلس، من شرب من مائها تحمق، وهو مثل يقال بينهم للأحمق: شرب من بئر أبي كود.
بئر بابل: قال الأعمش: كان مجاهد يحب أن يسمع الأعاجيب ويقصدها، وكان لا يسمع بشيء من ذلك إلا توجه إليه وعاينه. فأتى بابل فلقيه الحجاج فقال له: ما تصنع ههنا؟ قال؛ أريد أن تسيرني إلى رأس الجالوت، وأن تريني موضع هاروت وماروت، فأمر به فأرسل إلى رجل من أعيان اليهود وقال: اذهب بهذا فأدخله على هاروت وماروت ولينظر إليهما، فانطلق به حتى أتى موضعاً فرفع صخرة فإذا هو شبه سرداب، فقال له اليهودي: انزل معي وانظر إليهما ولا تذكر اسم الله تعالى، قال مجاهد: فنزل اليهودي ونزلت معه ولم نزل نمشي حتى نظرت إليهما وهما كالجبلين العظيمين منكوسين على رؤوسهما والحديد في أعناقهما إلى ركبتيهما. فلما رآهما مجاهد لم يملك نفسه أن ذكر اسم الله تعالى. قال: فاضطربا اضطراباً شديداً حتى كادا يقطعان ما عليهما من الحديد، فهرب مجاهد واليهودي حتى خرجا، فقال اليهودي لمجاهد: أما قلت لك لا تفعل، كدنا والله نهلك.
قال المفسرون: إن رجلاً أراد أن يتعلم السحر فأتى أرض بابل ودخل عليهما فقال: لا إله إلا الله، فاضطربا اضطراباً شديداً وقالا له: ممن أنت؟ قال: من بني آدم، قالا: من أي الأمم؟ قال: أمة محمد. قالا: أو بعث محمد؟ قال: نعم. فاستبشرا بذلك