اسم الکتاب : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة المؤلف : البيروني الجزء : 1 صفحة : 248
لج- في أصناف اليوم ونهاره وليله
«اليوم» في العرف والعادة عندنا وعند الهند وغيرهم هو مدّة ما بين مفارقة الشمس نصف دائرة عظيمة الى عودها بحركة الكلّ الى ذلك النصف منها بعينه، واليوم ينقسم للعيان الى «نهار» هو مدّة كون الشمس ظاهرة لأهل مسكن على الأرض مفروض وإلى «ليل» هو مدّة كونها غائبة عنهم، والظهور والغيبة لا يكونان إلّا بالاضافة الى الأفق، ومعلوم أنّ أفق خطّ الاستواء ويسمّيه الهند «المملكة التي لا عرض لها» يقطع المدارات الموازية لمعدّل النهار بنصفين فلذلك يستوي فيها النهار والليل ابدا، وأنّ الآفاق التي تقاطع المدارات من غير ان تمرّ على قطبها تقسم الصغرى منها بقسمين غير متساويين فيختلف النهار لذلك وليله في مساكنها إلّا في وقتي الاعتدالين فإنّهما يعمّان جميع الأرض ما خلا «ميرو» و «بروامخ» في استواء النهار بها مع ليله حتى يشارك مساكنها حينئذ مساكن خطّ الاستواء ثمّ يباينها في غيرهما: ومبدأ النهار هو طلوع الشمس من الأفق ومبدأ الليل هو غروبها فيه، والنهار عند الهند مقدّم على ليله وهو الذي يتلوه، ولهذا سمّوه «سابن» أي يوما طلوعيّا وسمّوه ايضا «منوش هوراتر» أي يوم الناس لأنّ جمهورهم لا يعرفون غيره، وإذا علم هذا اليوم جعلناه أصلا لما عداه ومعيارا في تقدير ما سواه وقلنا: انّ الذي يتلو يوم الناس هو «بترين هوراتر» أي يوم الآباء الأقدمين لاعتقادهم في أرواحهم أنّها في فلك القمر، وهذا يوم يحصل
اسم الکتاب : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة المؤلف : البيروني الجزء : 1 صفحة : 248