responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 93
وأصل نساء هذه الأعمال من هذا الفن: تمشي إحداها إلى المعبر وترجع في ليلة واحدة. حدّثني محمّد بن زنكل بن الحسن بن عميد كرمان الكرماني الساكن في مسجد الرباط: وهم الذين يصيرون الإنسان حمارا وثورا كيف ما أرادوا وأشتهوا. وإلى دار زينة تسع فراسخ، جبل مشرف على البحر يسكنه الجحافل فخذ من فخوذ العرب وما عرف الجبل بهذا الاسم إلاّ إنّه إذا وصل إليه المراكب من سائر الأقاليم تزين بها لأنها اقرب المسافة إلى عدن. سرير ملك هذه الأعمال مدينة تسمى دثينة. وإلى بيحان سبع فراسخ، واد طويل عريض فيه قرى ونخل وقد تقدم ذكرهم ونسبهم إلى معاملة بلقيس في الجزء الأول. وإلى وادي جريب أربع فراسخ. وإلى عازب ستة فراسخ خربت على ماء واحد. قال أبن المجاور: وقد خرب الفأر ثلثة أعمال من جملتهم قرية محاسن بناء أبي بكر بن منصور بن العطار الحراني من أعمال الصرصر في دولة الإمام أبي محمّد الحسن المستضيئ بنور الله أمير المؤمنين. وتسلط الفأر على دبالى وهو أربعون قرية والأصح أربعمائة قرية من أعمال بغداد حفر الفأر أراضيهما وزادت الدجلة ودخل الماء في الأسراب فلما زاد الماء اخذ القرى والأراضي معه بمرة واحدة. وسد مأرب قد تقدم ذكره. وإلى عبير اثني عشر فراسخا، مسكن عبير أبن سام بن نوح عليه السلام. ويقال إنّ السرج كانت تشغل من سبأ إلى عبير، قيل وكانت عامرة آمنة ساكنة فالآن صارت براري وخبوت ومهالك. وإلى الشام تسع فراسخ.
بناء شبام
لمّا تزوج سليمان بن داود عليهما السلام بلقيس اشترى أختها نعم نوق وابل وأسكنت المال والنعم في مكان الأرض فكانت الإبل إذا رمت الخلة تندت الأراضي من ابوالها وكانت تأمر الرعاة أن يفرشوا على الندواة التراب ليرد الضرر عن النعم، ولا زالوا على حالهم إلى أن صار تل عالي شامخ في الهوى فأرادت عليه سورا وسكنته وركبت على السور ثلاثة أبواب: باب زبيد كانت النعم تدخل منه وتخرج منه والآن عمرها على المهدي حصنا مكينا سكنها، ويقال لمّا بنا علي بن المهدي هذا الحصن سما زبيد على مدينة الحصيب من اليمن، وباب الإبل الإبل تخرج منه إلى المراعي، وباب مسلة الأعوام الحلق ويسمى باب ردفين. فلما تمت بناءه سمته ذا مناخ وعذبة وشبام. ويقال إنّ اسم المرأة شبام فعرف البناء بها والله اعلم. وكم هي مدينة. إحداها مدينة شبام ضمرمر خراب وضعت وبنيت في أصل حصن ضمرمر ولم يبق من جميع الربع سوى الجامع عامر. وشبام كوكبان عامر في الجبال. وشبام حضرموت وهي هذه.
صفة الدور
فلما سكنت نعم المدينة بنت في أوساطها قصراً يسمى الدوار ذات طول وسعة وارتفاع. قالت الفلاسفة الأولى: لا بد أن يتغلب البدو على ثلاثة في آخر العهد بدوار لا ينام السيف ويكون قد يخلوا من الفريقين أخذوا قصر الدوار عامر على حاله. ويقال إنّما بنت نعم لشبام إلاّ على الظلم لأنها اغتصبت لأراضي الخلق فلما تمت بناءها تغلب عليها عثمان، ويقال عثمان أخذها منها. ولا زال ملوكها يتغلبون على إلى آخر من تغلب عمرو بن مهدي أخذها بالسيف وجدد عمارة الحصن واحكمها غاية الأحكام وجعلها سرير ملكه بعد إنّ بني لها أسواراً وخنادق وأبواب. فلما جاء أمر الله لم ينفع عمله شيئاً كما أنشد عبد النبي بن علي بن المهدي يقول حين تولى أرض الخصيب:
اخثنا بخيل عند بابها سهامها ... ولم تأل أن جالت بباب الشبارق
أدرنا على درب الحصيب بخندقٍ ... ولن يدفع أمر الله حفر الخنادق
وقيل وملكت العرب جميع حضرموت سنة إحدى وعشرين وستمائة. وكانت ولاينه أربع سنين وخلف في حملة ما خلف مائة بهار فضة نقد غير الآلة والعدد والخيل والبضائع. ودوخ ابنه ناصر الدين بن مالك بعض حضرموت سنة أربع وعشرين وستمائة وهو إلى الآن مالكها والله اعلم.
صفة شبام

اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست