responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 9
أبن مروان وخروجه إلى الطائف. حدثني محمد بن صالح البخلي قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال: كنا مع عبد العزيز بن أبي رواد في المسجد الحرام فأصابنا مطر شديد وريح شديدة فقال عبد العزيز: خرج سليمان نب عبد الملك إلى الطائف فأصابهم نحو من هذا ببعض الطريق فهالهم ذلك وخافوا فأرسل إلى عمر بن عبد العزيز، وكانوا إذا خافوا شيئاً أرسلوا عمر فقال له سليمان بن عبد الملك: ألا ترى ما نحن فيه؟ فقال: يا أمير المؤمنين هذا صمت رحمته فكيف بصوت عذابه! فخرج سليمان إلى الطائف قال فلما قدم إليها لقيه أبو زهير بني ثقيف فقال: يا أمير المؤمنين أجعل منزلك عندي! فقال: إني أخاف من الصداع. فقال: كلا إن الله قد رزقني خيراً كثيراً. قال فنزل ورمى بنفسه على البطحاء فقيل له: الوطاء! فقال: لا! البطحاء أحب إلي. فلزمه بطنه فأتى بخمس رمانات فأكلهن وأتوه بخمس. أخرى فأكلهن ثم قال: أعندكم غيرها؟ قالوا: نعم. فجعلوا يأتون بخمسة خمسة حتى أكل سبعين رمانة ثم أتى بخروف وست دجاجات فأكلهن وآتوه نصيب من الزبيب يكون فيه مكوك على نطع فأكله جميعاً ثم نام. وانتبه فدعا بالغداء فأكل مع أصحابه فلما فرغ دعا بالمناديل فكان فيها قلة من كثرة الناس فلم يكن عندهم من المناديل ما يسعهم، فقال: كيف الحيلة يا أبا زهير؟ فقال أبو زهير: أنا أحتال. فأمر بالصرح والخزامى وما أشبههما من الشجر فأتي له بما يمسح به سليمان يده، ثم شمه فقال: يا أبا زهير دعنا وهذا الشجر وخذ هذه المناديل أعطها العامة! ثم قال سليمان: يا أبا زهير هذا الشجر الذي ينبت عندكم أشجر الكافور هو؟ قال: لا فأخبره بخبره فأعجب سليمان. وقد قال امرأ القيس الكندي:
كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامي ونشر القطر
يعل به برد أنيابها ... إذا طرب الطائر المسنتحر
فلما فرغ قال أبو زهير: افتحوا الأبواب! ففتحت ودخل سليمان مع الناس فأصابوا بستاناً ذات أكمام وإتمام من الخير والفواكه فأصابوا الفاكهة. فأقام سليمان يومه ومن الغد ثم قال لعمر: ألا ترى أنا قد أضرينا بهذا الرجل! فرحل ونظر إلى الوادي وخضرته مع طيب رائحته فقال: لله در قيس أي وادٍ ننزل! ونظر إلى عناقيد عنب يظنها الحرار فقال له عمر: يا أمير المؤمنين هذه عناقيد العنب! فأقام سبعاً ثم رجع إلى مكة.
ووصف بعضهم النارنج فأنشأ يقول:
وروضةٍ يتركني زهرها ... بالحسن والنضرة مبهوتا
أنعت منه حسن نارنجها ... ولم يكن من قبل منعوتها
وصحت في الناس: ألا من يرى ... زبرجداً يحمل ياقوتاً
وقال في السوسن:
سقيا لأرض إذا ما نمت ينبهني ... قبل الهجوع بها صوت النواقيس
كأن سوسنها في كل ساقبة ... على المبادين أذناب الطواويس
وقال في المنثور:
ومنثور حططت إليه رحلى ... وقد طلعت لنا شمس النهار
كشبة دراهم من كل فن ... يخالطه كبار مع صغار
وقال في الياسمين:
والياسمين أتاك في طبقة ... قد أكسر الناس000 من عقبة
قد نفض العاشقون ما صنع الس ... بين بألوانهم على ورقة
وقال في اللينوفر:
ولازوردية تاهت بزرقتها ... بين الرياض على زرق اليواقيت
كأنها فوق طاقات لها صبغت ... ذبائل النار في أطراف كبريت
وقال في النرجس:
وأحداقٍ مسهدة عواني ... سرفن السحر من حدق الغواني
على قضب الزبرجد شاخصات ... حوين صفات نور الأقحوان
بأحداق من الكافور صبغت ... مكحلة الجفون بزعفران
صفة الطائف

اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست