بئر أحمد العشيري قديمة طيبة الماء، بئر أحمد بن المسيب حفرت سنة أربع عشرة وستمائة، وبئر العقلاني حفرت سنة خمس عشرة وستمائة، وبئر خيط عتيقة. وبئر عقيب وتسما بئر الكلاب، ويقال إنّ الكلاب نهشت الأرض في هذا الموضع فحفر عقيب ذلك في ذلك المكان بئر عرفت البئر ببئر الكلاب وجدد عمارتها أحمد العشيري سنة أثنتين وستمائة، وبئر الجديدة حفرت سنة إحدى وعشرين وستمائة، وبئر السلامي حفرت سنة سبع عشرة وستمائة، والآبار التي بطريق اللخبة آبار اللخبة بئر السماكين على الطريق في قرب المسجد حفرت سنة ست عشرة وستمائة، وبئر الموحدين في أول شط اللخبة، وبئر أصحاب العمارة حفرت سنة أربع عشرة وستمائة لأجل ضرب اللبن، وبئر الشيخ علي بن عبيد في وسط اللخبة حفرت سنة عشر وستمائة، وبئر السعفة حفرت على طريق المفاليس قديمة ولم يستق منها إلا إذا علا الماء بعدن، وبئر العماد على طريق ابين قديمة يستقى منها أيام الموسم.
وغالب سكان البلد عرب مجمعة من الإسكندرية ومصر والريف والعجم والفرس وحضارم ومقاديشة وجبالبة وأهل ذبحان وزياليغ وباب وحبوش، وقد التأم أليها من كل بقعة ومن كل أرض وتمولوا فصاروا أصحاب خير ونعم. وغالب أهلها حبوش وبرابر. ولم يكن في سائر الربع المسكون والبحر المعمور أعجب من نساء البرابر ولا اوقح منهن والله اعلم.
القول على وقاحة نساء البرابر
إذا تخاصم بعض نساء البرابر مع أخرى تخلع ما عليها من ثياب وتلطم صدرها وتصفق وتقفز وتسلق عيناها في وجه صاحبتها وتغدو كل واحدة منها تارة تنام وتارة تنحني وتارة تضحك وتبكي وتارة تعبس وتارة تلطم. وتنتف شعرتها تذره في الهوا وتدخل إصبعها في رحمها وتلعق صاحبتها من رحمها أو تدس إصبعها في ثقبها وتشم صاحبتها الخراء، وأيش ما عملت إحداهن عملت الأخرى مثل الأولى فما رأيت أوقح ولا أوسخ ولا أقل حياء من البرابر لا جزاهم الله عن الإسلام خيرا وقال النبي (: الحياء من الإيمان. وقال حكيم: إذا لم تستحي فأصنع ما شئت! وقال بعض العجم في هذا المعنى شعرا:
جه نيكو كفت خسروبا سباهي ... جو شرمت نيست روآن كن كه خوافي
فصل
نساء بين الصورين بالموصل ونساء النفّاطات ببغداد إذا خاصمت إحداهن الأخرى تصعد السطح عريانة وتقف على الطف وتضرب يدها على رحمها وتقول: إضربي من حرى لبن ومن شعرتي تبن! ونساء يتربون في الخانات يسمونهم العجم كام سرواني إذا خاصمت إحداهن الأخرى تضرب إصبعها في جعصها وتشم صاحبتها. ونساء السناكمة في اليمن إذا خاصمت إحداهن الأخرى ترفع إزرتها وتقف على أربع وتقول للتي تقابلها: بالله ياستي ابصري الهلال قد طلع والخزا قد انقطع! ونساء سيوستان تخلع ثيابها وتنزل السيل عريانة تسبح. ونساء القرامطة إذا قعدت لقضاء حاجة تغطي وجهها وتكشف قماشها كله. ونساء النهروان تمدد قائمة قدام المزين ويحلق لها شعرتها، وإذا أرادت أن يحلق لها شعر أستها يدس المزين في أستها أكرة صغيرة فيها خيط ممدود وتضم المرأة شعرتها على الأكرة ويمد المزين الخيط بيده اليسرى فحينئذ تخرج شعرتها فيحلق الشعر بيده اليمنى وكذلك الرجال. ونساء الروم يدخلن الحمام مع الرجال فتدخل المرأة مع زوجها عريانة. والسماكات في الديبول فإذا تخاصمت امرأة مع أخرى تدس السمك في رحمها، والنساء اللاتي يبيعون الخضر تدس في رحمها فجلة. ملبوسهم الكتان والعمائم الملس، وإما العجم فتنعمم بذؤابة بر الذؤابة فتعززها في العمامة ثانية، وهكذا أصحاب الشيخ عدي بالموصل، وعلى كتف لك واحد منهم كرأى مصلى أو منديل مطرز. وقيل لرجل من أهلها: تعال معي إلى فلان! قال: أنا عريان قال: أليس ثيابك عليك؟ قال: صدقت ولكن ليس معي كرو. لبس نسائهم الحجل وهو الخلخال والحراف ويسمى عند العجم مسحه والدملج.
وانشد بعضهم في حلي أهل اليمن:
يا بدر تم طلعا ... ونور فجر سطعا
ويا قضيبا ناعما ... على كثيب مرعا
وبارقا من ثغر من ... بهواء قلبي لمعا
ويا غزالا مر بي ... عصرا يجر الخلعا
محجلا مدملجا ... محرفا مملجعا