أهل ترن أصلهم من امرأة خرجت من البحر تسمى الفالقة سكنت البر وتزوجت رجلا من وجوه العرب أسكنه العربي أرض ترن ورزق منه أولاد إناثا وذكورا قالت العرب: إنّ أهل ترن من نسل العربي والمرأة يعني الفالقة وكان إذا جاءهم سيل عظيم ومال عن جريته ليسقي به موضع آخر كانت تقعد في بطن الوادي وتسده من عظم خلقتها وكبر جثتها وترد الماء إلى المجرى القديم المعتاد فتسقي الأرض من جريه، وكانت تبقى على حالها إلى أن تسقي للناس الأرض كلها. فإذا رويت الأرض واستغنت الناس عن ماء السيل فتقوم حينئذ من مقعدها فيجري ما فضل من ماء السيل إلى البحر، ويقال إنها كانت ساحرة. قلت لعمرو بن علي بن عقيل: ما فعل الله بفالقة؟ قال: إنها إلى الآن تعيش. قلت: وأين تسكن؟ قال: بوادي قطينة. قالت: وأين الوادي؟ قال: في أعمال ترن ولم تمت إلى يوم القيمة. قلت: هل يراها أحد؟ قال: نعم كل من قرب أجله. قلت: ولم سميت هذه الأرض ترن؟ قال: لأن الخلق كانوا يتعجبون من عظم خلقها فكان زيد يقول لعمرو: ترن أي تراها! فعرفت الأرض بهذا الاسم. ولهذا تقول العادة أنا الترني يسكن فخذ من فخوذ العرب أرض ترن ولا شك انهم بنو محريد وهم أهل أنعام وخيل وزرع وضرع. لمّا كثر المال عليهم وحسن الحال بهم ركبوا على حين غفلة من الحجازين وقتلوا جماعة منهم بعد أن اخذوا جميع ما كان معهم من المتاع والمال والأثاث وعادوا منصورين وبقي الحجازيون في العناء والتعب مدة عام كامل. والتأم خلق عظيم منهم ورجال من السكاسك فلان وفلان بن فلان من المعدودين كبسوا على أهل ترن سنة ستين وخمسمائة. فصار عادة القوم إذا تكنى أحدهم قال: أنا الترني، يعني من نسل قوم الذين حضروا الواقعة. وملك الحجازيون أرض ترن إلى الآن وجميع زروعهم فيها فصارت لهم مأوي وملك. وإلى النخيلة ثلاثة فراسخ. وإلى المفاليس ثلاث فراسخ.
من العارة إلى تعز
من العارة إلى شعب أربع فراسخ. وإلى النبة ثلاث فراسخ. وإلى المحجاط ثلاثة فراسخ. وإلى الحصين فرسخين. وإلى العريش ثلاثة فراسخ. وإلى تعز فرسخين. من العارة إلى عدن
من العارة إلى الجابية فرسخ، ويقال إنّها من أعمال ترن، وترن من أعمال العارة. وإلى بئر الصحبة ثلاث فراسخ وهي بئر حفرت في آخر دولة بني مهدي. وثغر العرف والحراجرة والحجف والقيعا وعويد ومحاذا بئر صبيح على يسار المحجة جبل حرز ويقال حريز، وما عرف بهذا السم إلا إنّه 000 يسمى حرز ويقال بل جبل حريز أي مكين والله أعلم بالصواب.
صفة جبل حريز
هو حبل شامخ شاهق في الهوى وبالقرب منه جبل ذو نساح أي ذو رأس بنى عليه حصن يسمى الجاهلي ويقال الأزلي لقدمه والناس تصعد إليه والثاني لم يصعده إلا كل صالح وولي. حدثني علي بن صبيح العقولي: إنّ سليمان أبن داود عليهما السلام بنى في إقليم اليمن حصن بيسون وغمدان وسلحين وهذا الحصن يعني القاعدة وهو أحكمهم، وذلك لمّا تزوج سليمان عليه السلام ببلقيس في أرض اليمن فأمر الجن بنت هذه الحصون جميعها على هذا الوضع والله سبحانه وتعالى العلم بالغيب وأحكم.