حدثني أبو علي احمد بن محمد بن آدم اليزني قال: لما ملك تبع جزيرة اليمن وأرض حضرموت وبلاد الأحقاف والحجاز وأراد أن يخرج إلى ناحية العراق فجاء إلى هذا الجبل وأراد أن يحفر فيه سربا عظيماً فجهّز تحت الأرض مسيرة ثلاثة فراسخ أو اكثر من ذلك مستفل منحدر. فلما حفر هذا القدر أمر أن يحفر في أواخر السرب بلدا عظيما والأصح سوقاً عظيما بدكاكين متقابلة مصطفة على خيط واحد ما مقداره ألف دكان ونفر من وراء الدكاكين والدور والأملاك. فلما تم عمله ملأ كل دكان من الدكاكين صنفاً من الأمتعة والأطعمة ومن الحوائج والعقاقير وما يحتاج إليه من ثقيل وخفيف ذخيرة له. وحفر في وسط السوق بئراً واسعا عميقا في الطول والعرض وجمع جميع الأموال التي كانت معه وكنزها في البئر وجعل الذهب بيان له لأنه قد نصب على خرزة البئر عمودا معرضا وفيه طلسم إذا انزل إنسان رجله على العود المعارض دار العود وفي العود سيف مصنوع قاطع يضرب الإنسان نصفين يرميه في البئر. قال ابن المجاور: وما اضن السيف اصله إلا من الصاعفة التي ضرب بها يافث بن نوح عليه السلام. ذكر سيوف الصواعق
حدثني عيسى ابن أبي البركات بن مظفر البغدادي قال: أما سيوف الصواعق فثلاثة وقيل سبعة. وقال آخرون: بل أربعة عشر سيفاً ضربة في أيام يافث بن نوح عليه السلام. وذلك انه لما مات نوح عليه السلام وقع الخلف بين أولاده في طلب الرئاسة فتفرقوا. فطلب يافث المغرب وبنى بها مدينة جابلقاه وطلب أخوه حام المشرق وبنى بها مدينة جابرسا. وأمّا ما كان من أمر يافث فانه جمع الأموال أموال الربع المسكون وعباها خزين وعمل عليها طلسما وركب السيوف على الطلسمات. وبقيت الكنوز على حالها إلى أيام ذي القرنين فحينئذ ابطل عمل الطلسمات واخذ ذو القرنين تلك الكنوز. قال ابن المجاور: وإحدى تلك السيوف في جبل الملحاء في البئر التي فيها الكنز الذي أودعه تبع. تبع. ويقال انه يسبك من الصاعفة وزن حبة خردل على الفولاذ ويضرب منه سيف لم يحمل لغمد بل يوضع في جراب خزف. وقيل إذا وقعة الصاعقة لم تسكن إلا إذا افلت عليها الخل وإنها إذا وصلت الماء وقفت وإذا لم يفلت الخل عليه فانه يخرق تخوم الأرض. والأصل فيه انه عمود من حديد جهنم نعوذ بالله منها.
فصل