فكانت خلفاء قيس يسلمون القطعة للسلطان الأعظم ركن الدنيا والدين أبي الفتح ملك شاه بن محمود بن الب ارسلان فلما توفي وتولى بعده السلطان الأعظم معز الدنيا والدين أبو الحارث سنجر بن أيوب شاه فلم يلتفت إلى الفقراء لأتساع الملك عليه والمال لديه قطع ذلك إلى أن جدد الإمام أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكان السبب فيما ذكره إنّ تاجر مات من أهل بغداد في جزيرة قيس وخل ثلاثين ألف دينار ذهبا عينا فأخذ الملك ذلك المال. وجاء الوارث بكتاب حكمى بعد أن اثبته عند الحاكم، فلما وصل الأمر إلى الملك استكبر عن أداء المال وتغلب على الوارث. ورد الوارث بكتاب الحكم إلى بغداد وعرض حاله وما تم له على الإمام. فأمر الإمام الأمير بادكين صاحب البصرة أن يقطع عنهم المادة فقطع وضاق ذلك على أهل الجزيرة. فلما رأى الملك نقصان حاله قرر على نفسه الثلاثين آلاف دينار التي للمتوفي إلى ورثته ببغداد مع نصف دخل جزيرة قيس للخليفة سنة خمس عشر وستمائة. ففي الجزيرة عامل للخليفة وعامل لصاحب كيش وكذلك في نفس الجزيرة عامل للخليفة وعامل للملك كما قال:
يا قتلي جرما بغير مودة ... أحذر عليك كما تدين تدان
وهذه الجزيرة حصينة طيبة نزهة وغالب سفر أهلها في البحر وشراؤهم البربهار. وليس يخرج عندهم من الضرائب الذهب إلاّ أبو نقطة ولا يشتري أحد من هؤلاء قدور البرام وقصب القنا إلاّ الملك وحده. وإن لم يبيع هذه صاحبها على الملك أخذها عنف. يقال إنّ عنده مخازن برام وغضائر ملؤها قصب القنا. ولم يقع للمسافر وقت السفر فسج إلاّ بخط سبع عشرة علامة للنواب والثامنة عشر علامة الملك. حدّثني جوشن بام بن أبي بكر بن سليمن الجاشو قال: إذا وقع الملك على الخط الفسح أعاد للرجل الخط يعني الفسح من خلال خشب من عمل يده وهو خلال يخل به الإنسان أسنانه عند أكل اللحم الحرام فان صح حمله غلام ولم يصح الخلال لمن يكتب الرقعة. قلت: فما المعنى في الخلال؟ قال: لا اعلم إلاّ إنّها رسوم جرت من قديم الزمان. قلت: ومن ينحت هذه الاخلة؟ قال: الملك بيده.
ما الجزيرة في البر والأصل
دفا ووادي الأحجار وعطفان وولى وحوار وحصوين ومحترفة والعقر وكلتا وصاحت وليمن وكرار وحصب وجرعا والمجزرة ويخطب له في كنبايت والسوننات وبدرنسر وهذه البلاد بلاد واحدة وإذا وصل مركب القيسي يحبرم غاية الاحترام لا غير لان الذين بها اختاروا الملك من قيس لأنّه قريب منهم. وإذا خطب للخليفة خطب من بعده لصاحب كيش لا غير والله سبحانه وتعالى اعلم.
ذكر ما فعل صاحب قيس
وقيل صاحب كيش وما فعل معه صاحب مكران. وانقذ الملك تاج الدين أبو المكارم بن الحسن وأبو الحسين كهربمال جزيل فاشترياه له من مسقط حصانا قيمته ألف مثقال وركب الحصان في مركب الحصان في مركب تعدى به من بر العرب إلى بر العجم. فعلم بخبر الحصان ملك قيس فأنقذ دوانيج وبومات قطعوا عليه الطريق وأخذوا الحصان. فلما سمع تاج الدين أبو المكارم قصة الحصان اخذ مراكب السراق وميلها على منادخ القيسي وقال لهم: كل مركب ترونه لصاحب قيس خذوه اخذ عزيز مقتدر فأخذوا من ذلك الموسم أثنى عشر مركبا موسوقا من سائر الأمتعة والطرف والتحف والأموال. فأنفذ صاحب كيش إلى تاج الدين بن مكران رسول يقول له: قل الحمد لله على نعمه والله المستعان على أهل هذا الزمان كيف رجع الملوك سراقا يقطعون طرق البحار على سلاكه؟ فقال تاج الدين بن مكرمان إلى الرسول: والله ما علمني قطع الطريق إلاّ ملككم. فقال الرسول على لسان ملكه: مثلي يقاوي مثلك. قال: ليس لك طاقة. قال: أنا أعرفك نفسي. قال: بغير الاختيار. قال: لأفدينك قدرك. قال: هذا شهوتي. قال: إني مبلغ شهوتك. قال: إن شاء الله.
والله لاكلمته أبداً ولوانه ... كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي
ولا صبرن على مرارة هجره ... كيلا تراني العذول فبشتفي
ومن صح قبلك في الهوى ميثاقه ... حتى تصح ومن في حتى تفي
وقال آخر:
من لا يزرك فلا تزره ... ولا 0000000000000000 كرامه