responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 106
صفة اللؤلؤ
أصله صدف يتربى في قعر البحر المالح فإذا نزل الغيث في فصل نيسان صعد الصدف ينفتح بعضه من بعض بعد إنّ يطفو على وجه البحر لأجل التقاط الغيث فكم ما وقع في أحدهم قطرة انظم الصدف على قطرات الغيث الذي يحصل بباطن الصدف إلى قرار البحر يربيه. كما قال:
أيلول دهري منكم لا يفارقني ... وحق يري آذار ثم نيسان
فصل
قال انوشوروان العادل لوزيره بزرجمه: كم يساوي تاجي هذا؟ قال: دخل مطرة في نيسان. قال: والله عز وجل المعنى فيه؟ قال: إنّ وقع في البر فهو بر وإنّ وقع في البحر فهو در. أنشدني محمّد بن منصور الواسطي:
هو حر وإنّ ألم به ال ... ضر ففيه العفاف والأنف
والذل لا مرجى لمكرمة ... لان فيه المزاج مختلف
كالقطر سم إنّ حل في فم أل ... صل ودر إنّ ضمه الصدف
حدثني محمد بن أبي سعد القاضي الرازي قال: سمعت من لفظ أبي عبد الله محمد بن عمر بن الحسين المعروف بابن خطية بالري قال: ليس ينفتح الصدف ويستقبل الغيث إلا في البحر المحيط وراء عالم الكون والفساد فإذا نزل الدر في الصدف سبح الصدف في قعر البحر وهو ينتقل من موضع إلى موضع إلى إنّ يستقر في مغاصه المعروف بالبحرين وكيش والمعبر وسيلان وفي مواضع شتى. وما يصاد الصدف إلا يوم يطلع النخل ويبطل يوم يقطع العذق عند انصرام النخل لأن هذا الفصل هادي الموج من قلة الموج. وكان المغاص في000 مباحا للناس كل يغوص لروحه ويأخذ ما قسم له من الرزق. كان اللؤلؤ من كثرته تحلية النساء والأطفال والمشايخ. وهو موسم كموسم الغلال في سائر العلم تحلية كل أحد إلاّ في هذا الوقت. فانه بطل جميع ذلك وصار الصيادون يصطادون وعليهم كتبة عمال وقباض يتسلمون منهم الأول من الآخر إلى الأول ولو وجد حبة في يد رجل لأخذ ما تحته وما فوقه.
فصل
سفر جمال الدين بختيار القابض إلى الهند رجلا برأس مال مبلغه ألف مثقال. فلما توسط الرجل الطريق أخذ به السراق وسلم معه من جملة المبلغ عشرة مثاقيل ذهب. فدخل قيس فبينا هو ذات يوم في بيته قاعدا إذ دخل عليه أسودان زنوج وقالا له: تشتري منا حبة لؤلؤ؟ فقال: نعم. فحينئذ اخرج أحدهم من فيه حبة اكبر من بيضة العصفور. فلما شاهد الرجل الحبة حار ودار ولفها في فيه وبلعها. فقالوا له: هات الحبة! فقال لهم: والله إني تركتها في فمي لأنظر صفاءها فنزلت إلى الأمعاء. فقالوا له: فما تعطينا ثمنها؟ فأخرج لهم العشرة وحلف بالله لا يملك سوى ذلك: بل خذوا منه ما شئتم وخلوا إلي ما شئتم! فعدوا ثمانية أعداد وأعطوه عددين. وسافر الرجل بالسلامة إلى إنّ وصل سفاهات فأعطى الحبة لجمال الدين بختيار القاضي وقال له: تجعلني في حل من مبلغ كان لك علي! قال له: أنت في حل وأبرأت ذمتك من مبلغ ألف مثقال. وزن كل مثقال ستّة دوانيق كل دانق أربع طياسيج وكل طيسوج أربع سعريرات. وأعطاه في يديه مائة مثقال أي يعيش فيها ويأكل فيها الخبز. فوصل خبر الحبة إلى بغداد فأنفذ الإمام أبو العباس أحمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين إليه الينفذ الحبة، فلما وصلت الحبة إلى عينه الشريفة انفذ له ثمنها ستّة آلاف مثقال. ويقال إنّها قومت بأربعة وعشرين ألف دينار.
فصل

اسم الکتاب : تاريخ المستبصر المؤلف : ابن المجاور، يوسف بن يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست