responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد    الجزء : 1  صفحة : 69
طال عمر الصدود دونك حتى ... كدت اقضي أسى وأعدم عقلا
قد أشاب الفراق رأسي حتى ... ظنني الناس في الشبيبة كهلا
يا ليالي الوصال لا صرم الدهر ... لنا بعد ما بلغناك حبلا
كم بكيناك بالدموع اشتياقا ... لا نبالي في ذلك لوما وعذلا
وركبنا نجائب السهر نطوي ... من قفار الأفكار وعرا وسهلا
ولعمري جميع ذلك حلو ... غير أن الوصال والله أحلا
يا جفوني لك الهناء تقضي ... زمن البعد والجفا وتخلا
فتملى بما تمنيت هذا ... ربع مي وهذه مي تجلا
فاجعلي دمعك المصون نثارا ... فهو أعلى من اللئالي وأغلا
أترى هذه منازل مي ... عن يقين وهذه مي أم لا
وهل الدهر جامع لمحب ... بك يا حلوة الشمائل شملا
لا تلومي على الجهالة صبا ... لا يرى غير شغله بك شغلا
كان قبل الهوى عزيزا فلما ... ذاق طعم الهوى استكان وذلا
فغدا يبصر الشقاء نعيما ... ويعد الملام في الحب جهلا
طاب يا ربة الستور سقامي ... عندما طاب في هواك وجلا
وأذاب البعاد جسمي نحولا ... وانقضى بالصدود عمري وولا
ثم زال الشقا وفزت بوصل ... منك أعلى من الحياة محلا
وبلغت المنى فلست أبالي ... أقبل الدهر بعد ذا أم تولى
وحين حمدنا السرى، ووصلنا إلى أم القرى وعلمنا أننا أضياف الله فدخلنا منه بأحسن القرى وتبدت لنا الكعبة الغراء في أستارها، وتجلت لنا المليحة في حلل أنوارها
وضعنا جباها في الثرى قد تهللت ... أساريرها منها وزاد سرورها
وطفنا بها سبعا وزفت ظلالها ... على خائف مثلي أتى يستجيرها
وحين وقع نظري عليها، ومثلت لديها، أنشدت مرتجلا بلسان الخضوع، وكتبت خجلا بماء الدموع.
الهي هذا البيت بيتك جئته ... وعادة رب البيت أن يكرم الضيفا
فهب لي قرى فيه رضاك وأنني ... من النار خوفي فلتؤمني الخوفا
وأخذنا نطوف طواف القدوم، ونعرف ما لنا من الكرامة بموجوده على المعدوم، وقضينا الانساك مهتدين في قضائها، مقتدين في شروع أدائها، وعدنا إلى البيت الحرام نطوف به ونستلم، وتقبل أركانه ونلتزم، ونصبر عند تقبيل الحجر على الاصطدام والاظطرام، نغتفر الزحام عند الورود على منهله والمنهل العذب كثير الزحام، ونستنزل الألطاف ونستلذ المقام بين الركن والمقام، ونشرب من ماء زمزم ما يروي الاوام، ويبري من السقام، والقلب يتشبت بأهداب تلك الخيام، ويوطن نفسه دون بقية الجسد على المقام، والطرف يذرف دموع المذنب الخاطئ، واللسان يردد لنجم الدين مهلل بن محمد الدمياطي:
يروق لي منظر البيت العتيق إذا ... بدا لطرفي في الاصباح والطفل
كان حلته السوداء قد نسجت ... من حبة القلب أو من أسود المقل

اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست