اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد الجزء : 1 صفحة : 65
في جدار القبلة أحفل والاحتفال في هذا المسجد المبارك أكثر من ان يأتي عليه الوصف وللمسجد الكريم أربعة أبواب كبار هي المفتوحة الآن في الغرب منها اثنان يسمى أحدها باب الرحمة والثاني باب الخشية وفي الشرق واثنان يعرف الواحد بباب جبريل عليه السلام، والثاني بباب الرخاء، ويقابل باب الرحمة مدرسة لم أر أحسن بناء منها ولا أبدع صنعة، ويقابل باب جبريل باب عثمان رضي الله عنه وهي التي استشهد بها وبازاء المقصورة لجهة الشرق خزانتان كبيرتان تحتوي على كتب ومصاحف موقفة على المسجد المبارك، ويخارجه لجهة الشرق دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبازائها دار عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودار ابنه عبد الله رضي الله عنه، وللحرم الشريف أربع صوامع في الأربعة الجوانب، وبظاهر المدينة الكريمة من جهة القبلة على ميلين اثنين منها مسجد قباء وهو مسجد حسن عدل التربيع مستوى الطول والعرض، ظاهر البركة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه راكبا وماشيا، وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الصلاة في مسجد قباء كعمرة، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربعة ركعات كان ذلك كعمرة على عمرة وفي وسطه مبرك الناقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وعليه شبه روضة صغيرة يتبرك الناس بالصلاة فيه وفي صحته مما يلي القبلة شبه محراب على مصطبة هو موضع ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وبأعلى المحراب مكتوب ما نصه بسم الله الرحمن الرحيم لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين، هذا مقام النبي صلى الله عليه وسلم جدد هذا المسجد في تاريخ سنة إحدى وسبعين وستمائة وطول المسجد مائة وعشرون خطوة وعرضه كذلك وله باب واحد من جهة المغرب ومئذنته عالية جدا بيضاء تظهر على بعد، وأمام بابه بئر كبيرة عذبة معينة، يأتي الماء منها إلى المدينة، وفي قبلة المسجد دار أبى أيوب الأنصاري ويلي دار أبي أيوب وهي دار بني النجار دار عائشة وبازائها دار عمر ودار فاطمة ودار أبى بكر رضي الله عنهم، وقباء كانت مدينة كبيرة متصلة بالمدينة المكرمة والطريق أليها بين دائق النخيل المتصلة والنخيل يحدق بالمدينة وجهاتها كلها، وأعظمها نخلاً جهة القبلة وجهة الشرق وعند قفولنا من قباء. أتينا مسجد الفتح الذي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فيه صورة الفتح فتبركنا برؤيته وشفعنا ما شاء الله في بقعته، وبظاهر المدينة الكريمة من جهة الجوف على مقدار ثلاثة أميال منها جبل أحد وبه مشهد حمزة رضي الله عنه ومشاهد الشهداء بازائه وفي طريق أحد، مسجد علي رضي الله عنه ومسجد سليمان الفارسي رضي الله عنه، وبخارج المدينة الكبيرة من جهة الشرق بقيع الغرقد فأول ما يلقى الخارج من باب البقيع على يساره مشهد صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم أم الزبير بن العوام رضي الله عنهما وأمامه قبر مالك بن أنس رضي الله عنه وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء وأمامه قبر السلالة الطاهرة النبوية إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قبة بيضاء وبقربه عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن أبي جعفر الطيار رضي الله عنهم، وبأزائهم روضة فيها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم بأزائها روضة صغيرة فيها ثلاث من بنات النبي صلى الله عليه وسلم تليها روضة العباس بن عبد المطلب والحسن بن علي ورأس الحسن إلي رجلي العباس رضي الله عنهما وهي قبة كبيرة مرتفعة في الهواء والقبران مرتفعان عن الأرض متسعان مغشبان بألواح ملصقة أبدع إلصاق مرصعة بصفائح الصفر ومكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر وعلى هذا الشكل قبر إبراهيم بن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي آخر البقيع قبر عثمان الشهيد ذي النورين رضي الله عنه، وعليه قبة كبيرة مختصرة عالية وعلى مقربة منه مشهد فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وعلى القبر مكتوب ما ضم قبر أم أحد كفاطمة بنت أسد رضي الله عنهما وعن بنيها ومشاهد هذا البقيع المكرم أكثر من ان تحصى لأنه مدفن الجمهور من الصحابة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مات في أحد الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله يوم القيامة لا حساب عليه ولا عذاب وفي طريق آخر بعث من الأمين يوم
اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد الجزء : 1 صفحة : 65