اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد الجزء : 1 صفحة : 49
المثمنة أربعة أبواب فالباب الجوفي منها يسمى باب الجنة وبأعلاه مكتوب بالخط الحسن هذا باب الجنة وبأعلى الباب الثاني منه لوح نحاس كبير مكتوب فيه بالنقش المحكم ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا شريك له الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، عبد الله ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون آمنا بالله وبما أنزل على محمد وبما أوتي النبئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، صلى الله عليه وسلم على محمد عبده ونبيه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، مما أمر به الإمام المأمون أمير المؤمنين أطال الله بقاءه في ولاية أخيه أمير المؤمنين أبي اسحاق أبن أمير المؤمنين الرشيد أبقاه الله وجرى على يده صالح بن يحيى مولى أمير المؤمنين في شهير ربيع الأخير سنة ست عشرة ومائتين، وأعلى الباب الثاني من الباب الشرقي لوح آخر من نحاس أيضا مكتوب هذا النص المذكور بجملته، وأمام باب الجنة المذكور قبة تغشى النواظر بشعاعها وتخطف الأبصار بالتماعها تسمى قبة السلسلة التي كان يحكم بها داوود عليه السلام وهي قبة عجيبة قامت على أسوار مختلفة وصناعة على الحسن مشتملة بوسطها تأريخان مكتوبان بالذهب أحدهما في أرض خضراء زرعية ونصه: بسم الله الرحمن الرحيم وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان، وكلا أتينا حكما وعلما، كمل تجديد بطن هذه القبة السلسة المباركة ونقش سقفها وتبليطها في شهور سنة ست وتسعين وخمسمائة، وفي الركن الغربي من هذا الصحن المرتفع المذكور مسجد فيه قبتان منتظمتان عجيبتان فيهما رسوم مذهبة وتواريخ مختلفة أقربها عهدا وهو ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلواته على خير خلق الله محمد وءاله وصحبه، أما بعد فما زلت همم ملوك الإسلام تناصر على إثبات مفاخر يبقى ذكرهم ببقائها وإنشاء محاسن يباهون الأمم ببهائها، فيحيون رسوما طالما نسجت عليها العناكب. ويرقمون على صفحات الأيام من الخيرات رقما تشرف إليه الكواكب فتظل عيون الأماني بمآثرهم قريرة وأعواد احبالهم بمفاخرهم مورقة نضيرة أعطاهم الله قدرة فصرفوها إلى رفع أقدارهم، وأتاهم الدنيا فلم يتركوها غفلا من محاسن ءاثاهم:
اسم الکتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق المؤلف : البلوي، خالد الجزء : 1 صفحة : 49