اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 53
عظيمة تفتح شبابيكها على البساتين من الجوانب الأربع، وجميع قباب الحجر وسطوحها مصفحة بصفائح الرصاص» .
واستأثرت الخانات (فنادق المسافرين) بجانب من عناية السويدي، فخصّ عددا منها بوصف شامل لمرافقها في ذلك العصر، ويظهر مما ذكره أن هذه المنشآت كانت تمر بمرحلة من الازدهار نتيجة لتطور أحوال التجارة ونموها وبخاصة تجارة النقل في المشرق العربي في أواسط القرن الثامن عشر، وازدياد اهتمام السلطات المحلية بها بوصفها مراكز لحماية التجار، مصدر تمويل تلك السلطات آنذاك. قال واصفا أحد الخانات عند مدخل مدينة حمص «هو خان كبير مشتمل على خانات، فإذا دخلت بابه رأيت صحنا كبيرا واسعا في أطرافه حجر لأبناء السبيل وعن يمين الصحن باب كبير فيه خان فيه أواوين وحجر واصطبل، ومقابل الوجه باب كبير أيضا فيه أواوين وحجر أيضا وجدول ماء صغير متشعب من العاصي، وعن يساره صحن طويل يشقه جدول من العاصي وعليه ناعورة صغيرة» .
كما أشار إلى خانات أخرى في المدن والطرق التي مر بها، منها قزل خان وخان الأغوات (في الموصل) ، وخان تومان، وخان حماة وخان القطيفة وخان الزبيب، وغيرها.
ومن ناحية أخرى فإن رحلته حافلة بإشارات مهمة إلى عدد من قلاع المدن، والقلاع التي على الطريق، مثل قلاع شمسين، وبريج، والقطيفة، والمزيريب، والزرقاء، والقطران، وعنزة، والمدورة، وذات حج، وتبوك، والأخيضر، والمعظم وغيرها. ولم يغفل أن ينوه أحيانا بالقرى الكبيرة التي ليس لها سور يحميها.
ونظرا لاهتماماته الدينية والتاريخية فقد سجّل لنا ما كانت تحفل به مدن تلك العهود من قبور الصحابة، والأولياء، فضلا عن المقامات المنسوبة للأنبياء، وما هو مشيد عليها- أحيانا- من قباب ومبان.
6- عنايته بالجغرافية البشرية:
عني السويدي بتقديم ملاحظات علمية ذكية عن المجتمعات البشرية التي مر بها، مما يدخل ضمن نطاق ما يعرف بالجغرافية البشرية، فقد تكلم عن الصفات الموروثة لبعض
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 53