اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 51
بالآجر والجص.
ولاحظ، وهو يمر بالخانوقة، في طريقه إلى الموصل، أن هذا الموضع يتألف من «تلال عظام من تراب مستديرة، بعضها إلى جانب بعض كهيئة القلعة والسور» .
ووصف آثار مدينة ثمود الأثرية، في طريقه إلى وادي القرى، ولاحظ عدم صحة ما كان يتداوله الناس حول كونها قد قلبت بسبب غضب الله عليها، فقال «ديار ثمود وتسميها العامة ديار صالح.. وهي أرض موحشة.. وفيها بيوت ذوات أبواب، على سطح كل باب هيئة الدرجين المعكوسين، تظن العامة أنها مقلوبة وليس كذلك كما هو ظاهر لمن تأمل البناء وعقد الأبواب والأواوين، وأكثر البيوت علا عليها الرمل» . وإشارته إلى «تأمل البناء وعقد الأبواب والأواوين» لافتة للنظر حقا، لأنها تدل على أن مروره بتلك الآثار الشاخصة، لم يكن مرور عابر سبيل اعتيادي، وإنما كان مشاهدة، ودرسا، واهتماما.
ج- وصفه المدن القائمة:
شغف السويدي بوصف عمارة المنشآت المهمة في المدن التي أقام بها أو زارها، ولم يكن وصفه لها مجرد إشارات عابر سبيل، أو تنويه بوجودها فحسب، وإنما وصف تأمل وتدبر، فيه من دقة الملاحظة وحسن التصوير ما هو جدير بالالتفات، ولذا فقد حفلت رحلته بفقرات مسهبة عن عدد من تلك المنشآت، كالمساجد والمدارس والخانات والقلاع. ونحن نراه حين يعمد إلى وصف عمارة منشأة ما، يحيط بالعناصر الرئيسية المكونة لها، على نحو متوازن لا خلل فيه؛ ففي حديثه عن المساجد لا يغفل عن وصف عناصر المسجد الرئيسية:
القبة والمحراب والمصلى والصحن والمئذنة، وربما قارن بعض هذه العناصر بغيره مما سبق أن شاهده في مساجد أخرى، واستفاد من النصوص والكتابات الأثرية على المسجد نفسه في التعرّف على تاريخ إنشائه أو تجديده. قال في وصفه لجامع دنيسر «لها جامع كبير واسع قديم من محاسن الدنيا بناء وعمارة، إلا أن نصف قبته ساقطة والباقي متداع.. وله محراب في غاية الجودة عليه كتابة عربية وكوفية مكتوب عليها بعض آيات قرآنية، وعليه اسم من
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 51