responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 336
معي علاقة تامة وخدمني كثيرا، وبت عنده ليالي، ولما أحس بسفري أخذته الدهشة والحيرة والبكاء، جعله الله سعيدا ووفقه لما يحبه ويرضاه آمين، فهو أوفى من الشيخ أبي الحسن العجلوني المذكور سابقا.
وأضافنا في بيته الشيخ العالم النحرير الحبر البحر الغزير، الشيخ الجنيني، وهو أفقه الحنفية في دمشق، وبتنا في بيته، وأعزنا كثيرا، وانبسطنا وانشرحنا- جزاه الله خيرا- وأجزت ولديه النجيبين الشيخ عبد العزيز والشيخ سليمان ووعدتهما بكتابة صورة لإجازة، هذا وقد حصل لي إكرام كثير وتوقير عظيم في دمشق حتى ليشار إليّ بالبنان، وأسمع بعضهم يحدث الآخر، يقول: هذا أعلم علماء الدنيا! فتأنست بهم وطاب لي المقام، ومن عادتهم حسن الظن، ومهما تكلم الإنسان أو أدعى «1» فضلا أو كرامة صدقوه ولا يعرفون الإنكار ولا يخطر في بالهم، فغالب من يؤلمه رأسه أو عضو من أعضائه يقول: يا شيخ كبسني، أي ضع يدك على المحل المؤلم.
وقد انفردت دمشق الشام بأشياء، منها الجامع الأموي، ومنه (203 ب) كثرة المياه، ومنها كثرة البساتين، ومنها كثرة الملاح [ف] ألوانهم صافية، ووجوههم حسنة، وطباعهم لينة، وقلوبهم صافية، يمدحون علماءهم ويوقرونهم، وقد تمنى كثير من طلبة العلم بقائي، وأكثروا التأسف علي لما رأوا من تقريري وحلي لما أشكل عليهم، يقولون: يا ليت تبقى هنا ولو شهرا حتى نستفيد. وهذه هي الطبقة الوسطى التي ذكرتها أولا، كثر الله في المسلمين أمثالهم.
وقد صار لهذا الفقير شهرة في دمشق الشام عند الصغير والكبير، والعالم والجاهل، أكثر من شهرتي في بلادي، يعتقدون أني أعلم علمائهم وأصلح صلحائهم، وهذا من حسن ظنهم، وإلا فلست بذاك «2» .

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست