responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 313
النبي، وسيدنا الحسن، وجعفر الصادق، وزين العابدين، وعمات النبي- صلى الله عليه وسلم- ومرضعة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقمنا في المدينة المنورة غير يومي الدخول والخروج: الخميس والجمعة، وخرجنا منها طلوع شمس يوم السبت الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام «1» . ولما ركبت المحمل بقيت متلفتا إلى قبة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- باكيا محوقلا إلى أن غابت عن ناظري، وإذا وارد الغيب يقول: يا مسكين! هذا النبي- صلى الله عليه وسلم- اعتذرت منه، وقد وكل أمرك إلى الله تعالى فما اعتذارك عند عالم الخفيات والسرائر والنيات؟ كيف بك إذا قلت: لبيك، فقال لك: (184 أ) لا لبيك ولا سعديك! ولم يزل هذا الوارد في الإلحاح وأنا أبكي، وتكدر عيشي، وتضاعف خوفي، وكثر قلقي ورعبي، حتى كدت أتمزق، وتتفطر مرارتي، فأتاني بشير الإلهام، وقال: يا مسكين! هب أنك أتيت بقراب الأرض ذنوبا، أيضيق جاه رسول الله بك وقد وعدك بالشفاعة، وهو الصادق المصدوق، ووعده الله تعالى بقبول شفاعته كما قررت أولا، فما أعجل ما نسيت وما بالعهد من قدم، فسرى عني ما كنت أجده وطفيت لوعتي وقوي حسن ظني ورجائي، ثم أني ودعته بهذه الهمزية، وهي:
الوداع الوداع خير رسول ... وشفيع العصاة يوم الجزاء
الوداع الوداع يا صاحب الجا ... هـ العريض وسيد الشفعاء
الوداع الوداع يا رحمة عمت ... لأهل الأرض وأهل السماء
الوداع الوداع يا خيرة الله ... من المرسلين والأنبياء
الوداع الوداع يا حجة الله ... ويا صاحب الهدى واللواء
الوداع الوداع يا صفوة الله ... ويا ذا الشريعة الغراء
الوداع الوداع إن فؤادي ... يوم فارقت حيكم في عناء

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست