responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 234
زاده، لكني ما قيدتها في المسودة لضيق الوقت، مع أن غالبها مشحون بالسجع البليغ، والنظم الحسن.
وكتبت كتابا إلى حلب لسيدى الشيخ محمد الطرابلسي، وصورته: تحيات دلت بالمطابقة على الاتحاد، وتضمنت وجوب مراعاة الوداد، تلازمها أشواق كلية الإيجاب، سالبة الذهول عن ادّكار «1» الأحباب، لا يقاس عليها إذ لم يقارنها في المحاكاة قياس اقتراني، ولا يشذ فذ عنها لشمولها، فأين القياس الاستثنائي، تقدم بين يدي مصدر «2» الأفعال الصحيحة السالمة عن الإعلال، المجردة عن نقص الجهل، فهو المرفوع على منصة التميز في كل حال، نصب نفسه للإفادة، فانخفضت بالإضافة إليه وقائع (128 أ) الأحوال، العالم الذي جمع علماء العصر تحت لوائه، والفاضل الذي اهتدت الفضلاء بنور تحقيقه وضيائه، فلو أدرك عصر التفتازاني، والشريف السيد الجرجاني، لما شاع ذكرهما في الأقطار، بل كان هو الحري دونهما بالاشتهار، ينشدنا لسان حاله وهو الصادق، وإن كان لسان مقاله ليس بناطق:
علامة الدنيا على الإطلاق، وفهامة ما تحت الخضراء بالاتفاق، علامة العلماء، واللج الذي لا ينتهي، ولكل لج ساحل، شيخنا العلم المفرد، والجهبذ الأوحد، الشيخ الجليل السيد محمد، لا زالت أظلة رفادته على الطالبين، وريفة، وأعلام تقريراته شامخة سامية منيفة، أما بعد فيا أيها العالم الذي لا يجارى، والحبر الذي لا يناوى ولا يمارى، إن الأشواق زفيرها، تأجج، وسعيرها تضرم وتوهج، لم تألف جنوبي المضاجع، منذ (127 ب) نفدت من عيوني المدامع، شوقا إلى تلك الربوع الزاهرة، ونزوعا إلى تلك المغاني التي هي بالمسرات والافراح مغمورة عامرة.
فلله درها من بلدة لا عيب فيها سوى أن الغريب ينسى أوطانه، ولا وصم فيها سوى أن

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست