responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 219
رضوان الله عليهم أجمعين، وذكر لي بعضهم قال: كان لي ولد من أحب الخلق إلي، وكان ذا ديانة وتفقه، فقتله ابن الوزير ظلما وعدوانا، فلم يأخذ أحد بيدي، فجعلت أسأل الله تعالى بأسماء أهل بدر صباحا ومساء، وأستنجد بهم في أخذ ثأره حتى ضاق صدري وآيست من أخذ الثأر. فبينما أنا نائم ليلة من الليالي رأيت في النوم رجالا في هيئة سنية وحالة مرضية، وقائل يقول: هلّوا أهل بدر! فقدموا يتلو بعضهم إثر بعض، فقلت في نفسي: سبحان الله! هؤلاء أهل بدر الذين استنجدتهم في أخذ ثأر ولدي، والله لأتبعنهم، فجعلت أسير خلفهم إلى أن انتهوا إلى مكان مرتفع وجلس كل واحد منهم على كرسي من نور، ورأيت أقواما يدخلون عليهم ويشكون إليهم أحوالهم، فقلت في نفسي: مالي لا أشكو إليهم من قتل ولدي؟ فقدمت إليهم وأخبرتهم بقصتي «1» وأنه لم يأخذ أحد بيدي في ثأر ولدي، فقال واحد منهم: لا حول «118 ب» ولا قوة إلا بالله! ثم التفت إلى من كان معه وقال: أيكم يأتيني بخصم هذا المسكين؟ فذهب واحد منهم فلم يكن غير هنيهة وإذا به قد أقبل والغريم معه، فقال له: أنت الذي قتلت ابن هذا الرجل؟ قال: نعم! فقال له:
وما حملك على قتله؟ قال: ظلما وعدوانا! فقال: اجلس إلى الارض، فجلس، ثم أعطاني خنجرا وقال: هذا غريمك اقتله كما قتل ولدك، فأخذته وذبحته، ثم انتبهت من نومي، فلما أصبح النهار سمعت صيحة عظيمة والناس يقولون: قد أصبح ابن الوزير ذبيحا في فراشه ولم يعرف قاتله، وذكر العسقلاني قال: أسر ابن عم لي في بلاد المشركين، فطلب الروم في فدائه مالا عظيما، فلم يطق إعطاءه، فأرسلت إليه بأسماء أهل بدر في قرطاس، وأوصيته بحفظهم والتوسل بهم، قال: فأطلقه الله تعالى من غير فداء فلما قدم إلينا سألناه عن ذلك، قال: لما وصلت إليّ تلك الورقة التي فيها الأسماء ففعلت كما أمرتني، فاستشأموني فجعلوا يتبايعونني، وكان كل من يشتريني تصيبه مصيبة، فنقصت في الثمن حتى باعوني بسبعة دنانير، فما مضى على من اشتراني غير ثلاثة أيام حتى أصيب بأعظم مصيبة، فأخذ يعذبني

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست